الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز القرض الربوي لمن خاف أن يخر عليه سقف بيته

السؤال

أنا مواطن ليبي متزوج ولي ابنة واحدة أسكن في الطابق العلوي فوق والدتي وأخواتي في شقة هي ملك لورثة المرحوم وهذه الشقة يعلم الله أنها في حالة سيئة حيث إن السقف بدأ يتشقق وأصبح يشكل خطرا علينا وبدأت تسقط منه بعض القطع الكبيرة التي لو سقطت على رأس أحدنا لربما قتلته وفي الشتاء نعاني منها الأمرين حيث إن الماء المتسرب من هذا السقف يفسد علينا الفرش والأثاث وقد قمت على مدى السنوات الماضية بترميم هذا السقف عدة مرات ولكن في الفترة الأخيرة لم يعد الترميم يجدي أية فائدة بل بالعكس أصبح الترميم يزيد الطين بلة . سؤالي أنه لدي قطعة أرض صالحة للبناء ولكن ليس لدي المال الذي يمكنني من البناء والمصارف في ليبيا لا تقرض إلا بالفائدة وليس لدينا في ليبيا بنوك إسلامية ولم أجد من الناس من اقترض منه المبلغ الذي يمكنني من البناء فهل أستطيع بحالتي هذه وظروفي هذه أن أقترض من المصرف حيث إن إقامتي في هذه الشقة تشكل خطرا علي وعلى أسرتي.وشكرا لكم وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا تعذر عليك أن تقيم في هذه الشقة، وكان استمرارك بها يشكل خطراً عليك أو على أبنائك، وثبت ذلك بأقوال أهل الخبرة، و لا يمكنك أن تستأجر شقة غيرها لتقيم فيها مع أسرتك، وكان لا يمكنك البناء من مالك الخاص، فلا نرى مانعاً عند ذلك من الاقتراض بالربا لأن المسكن من الضرورات التي لا يمكن للمرء أن تستقيم حياته بدونها، وقد قال تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119}.

وقد بينا حكم الاقتراض لبناء أو شراء منزل في الفتاوى التالية أرقامها: 6689 ، 1986 ، 6501. ثم إننا ننبهك إلى أنه أن أمكنكم بيع بيتكم الذي أنتم فيه، وأن توفروا بثمنه وسيلة مسكن تؤويكم لم يجز لكم الاقتراض بالربا لأنكم لستم مضطرين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني