الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من نذر أن يعطي المدرس الخاص هدية

السؤال

لقد نذرت نذرا قبل سنين لأجل درس بالكلية درسني إياه مدرس خاص في مكان معين أي أني إذا نجحت بالدرس أعطي المدرس هدية معينة، مع العلم بأني كنت لا أعلم منهج النذر ولم أفعل أي فعالية كصلاة أو دعاء فقط الفطرة وكذلك المدرس لا أعرف تحديدا أين ذهب الآن، ماذا أفعل لكي لا أكون آثما؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت تلك الهدية بقصد استمالة قلب المدرس ليمنحك درجات لا تستحقها مثلاً، فتلك الهدية من باب الرشوة وبالتالي قد أقدمت على نذر حرام يحرم عليك الوفاء به وتلزمك كفارة يمين بشرط حصول النجاح.

أما إذا كانت الهدية بقصد صحيح كجلب المحبة والألفة فهذا مقصد شرعي، ويجب عليك الوفاء بهذا النذر إذا حصل المعلق عليه وهو النجاح، فإن أمكنك العثور على الأستاذ المذكور فأعطه الهدية، فإن عجزت عن ذلك فعليك كفارة يمين لأنك بمثابة من عجز عن الوفاء بنذره، وراجع الفتوى رقم: 3274.

ولم نفهم مرادك بقوله (لم أفعل أي فعالية كصلاة) فإن كنت تقصد أنك تترك الصلاة المفروضة فاعلم أن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي أول ما ينظر من أعمال المسلم، فالواجب عليك المبادرة بقضاء جميع الصلوات التي فاتتك بحيث تواصل القضاء حتى يغلب على ظنك براءة الذمة، وراجع الفتوى رقم: 31107.

كما أن ترك الصيام في حق من وجب عليه معصية عظيمة، فإذا كنت قد تركت صيام رمضان بعد وجوبه، فالواجب عليك قضاؤه عن جميع السنين التي لم تصم فيها، وراجع أيضاً الفتوى رقم: 54317.

أما إن كنت تقصد أنك لم تفعل بعد النذر شيئاً من ذلك كتكفير للنذر فقد بينا أنه إنما عليك الوفاء بالنذرإن كان مقدوراً عليه وإلا فالكفارة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني