السؤال
أنا مهندسة جوية أعمل في القوات الجوية لإحدى الدول العربية وأقوم حاليا بعمل دراسة عن إمكانية المرأة العربية من العمل كطيارة مقاتلة (طيارة حربية) من جميع النواحي الجسدية الفسيولوجية النفسية الدينية العرفية و المجتمعاتية، و أود لو تفيدوني أفادكم الله بوجهة نظر الدين في عمل المرأة في مهنة كهذه مع الشرح لو تكرمتم وذلك لأقوم باستخدامه بصفة رسمية في دراستي، و أود أن أعلمكم بأن طبيعة عملي كمهندسة لمدة سنيتن ونصف في هذا المجال لم تظهر لي(من وجهة نظري أنا) ما يخالف الدين، حيث إني قمت بعدد من الرحلات على هذا النوع من الطائرات : و الحمدالله اللبس ساتر، ولا توجد خلوة حيث إن لي كابينة خاصة و للطيار الآخر كابينة منفصلة و الكل مربوط إلى الكرسي بطريقة شديدة تمنعه من التحرك إلا بصفة بسيطة جدا كتحريك اليدين للقيام باختيارات الملاحة و القتال على شاشات المقاتلة، وقد اجتزت الاختبارات الجسدية و النفسية بنجاح والحمد لله ، كما أحب أن أعلمكم أنه نتيجة الدراسة التي قمت بها حتى الحين فإن الفوارق الجسدية لدى المرأة(كونها أصغر قامة، و أقصر، و الكتلة العضلية عندها أقل)، و موضوع الدورة الشهرية و موضوع الحمل و الولادة لا تعتبر عائقا ضد شغل المرأة في مهنة كهذه، والمشقة التي توجد في هذه المهنة تزول مع الممارسة، و هي لا تختلف كثيرا من المشقة و المخاطر التي أواجهها كوني مهندسة جوية ، أو ما يمكن أن تواجهه الطبيبة أو الجراحة أو المهندسة البترولية أو الكيماوية أو المدنية أو مهندسة الصرف أو المهندسة الكهربائية أو الجندية أو الشرطية.....أتمنى أن تفيدوني أفادكم الله بالشرح المفصل و شكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأليق بالمرأة والأحوط لها في دينها هو القرار في البيت، كما أمرها الله تعالى، قال جل من قائل: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ { الأحزاب: 33 } وانظري حكم عمل المرأة لغير حاجة في الفتويين: 5181 ، 9653
ومع ذلك فإن المرأة إذا احتاجت للعمل أو احتاج له مجتمعها ــ فلها أن تمارس منه ما يتلاءم مع طبيعتها وأنوثتها كأن تكون طبيبة نساء أو مدرسة للبنات مثلاً .
هذا وإن العمل في قيادة الطائرات الحربية لا يناسب المرأة من الناحية البدنية، فالله خلق المرأة أكثر رقة ولطفاً وضعفاً من الرجل، وإن ما ادعيته من عدم تأثيره على المرأة وإن كانت حاملاً أو حائضاً لا يوافقك عليه أكثر النساء إن لم يكن كلهن، ولا نستثني إلا من يتحدين الفطرة من رجلة النساء. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يدخلون الجنة، العاق لوالديه، والديوث، ورجلة النساء"رواه البيهقي والحاكم. ورجلة النساء هن النساء المتشبهات بالرجال في الزي والهيئة. وقد سألت أمنا عائشة رضي الله عنها رسول الله فقالت: يا رسول الله هل على النساء جهاد قال: " نعم، جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة " . رواه الإمام أحمد، وأصله في البخاري، وانظري الفتوى رقم: 38436
ينضاف لما سبق أن قيادة الطائرات يلزم منه السفر، ويحرم سفر المرأة بغير محرم من الرجال إلا لحج الفريضة أو للعمرة أو للفرار من أرض الفتن والفساد ونحو ذلك من الأسفار التي تدعو إليها الضرورة وانظري الفتويين: 3859 ، 6693 .
كما أن هذه المهنة لا تنفك عن الاختلاط، لأن العاملين في هذا المجال هم في الغالب رجال. وانظري حكم الإسلام في الاختلاط بين الرجال والنساء في الفتوى رقم: 3539
وعليه، فالذي نراه مناسباً لك أيتها الأخت الكريمة هو ترك هذا العمل والبحث عن غيره مما يناسبك ولو كان أقل دخلاً ، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه .
والله أعلم.