السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة موظفة درست سنتين بعد الباكالوريا وحصلت على دبلوم يؤهلني إلى شغر وظيفة محترمة اجتزت عدة مباريات مهنية وأخيرا قبلت في إحداها ولكني اكتشفت بعد ذلك أن لقبولي قدم والدي لأحد المسؤولين هدية ليست نقدية. ومنذ ذلك الحين وأنا أتساءل هل ذلك يعتبر رشوة ، هال المال الذي أتقاضاه مقابل عملي حرام كل هذه الأسئلة تؤرقني وتجعلني أحس بالذنب مع العلم أنني كنت دائما ولا زلت ضد الرشوة والمال الحرم وسأظل. أرجو منكم أن تساعدوني على توضيح الأمر واتخاذ القرار الصائب؟
شكرا جزيلا وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كانت الوظيفة التي تم قبولك فيها حقاً لك فلا إثم عليك ولا على والدك في الرشوة التي دفعها إذا علم والدك أنك لن تحصلي على حقك إلا بهذا ، والإثم هنا يكون على الآخذ لا المعطي ، وقد بينا هذا في الفتوى رقم : 46713 ، والفتوى رقم : 62299 .
أما إذا لم تكوني أهلاً لهذه الوظيفة أو كان غيرك أولى بها منك فلا يجوز لك ولا لوالدك دفع رشوة للحصول عليها، وبما أن الأمر قد حصل دون علم منك فنرجو ألا يكون عليك في ذلك إثم، ولكن الإثم على والدك، والواجب عليه هو أن يتوب إلى الله تعالى مما حصل منه وذلك بالندم عليه والعزم على عدم العودة إليه .
أما بالنسبة لك إذا كنت تقومين بالعمل الذي تكلفين به على الوجه المطلوب فلا مانع من استمرارك في العمل ولا شيء عليك فيه ، وإن كنت لا تحسنين القيام بالعمل الذي تكلفين به فالواجب عليك هو إخبار المسؤولين بذلك ، فإن أقروك فالحمد الله ، وإن لم يقروك فهذا حقهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا ضرر ولا ضرار . رواه ابن ماجه ، وقوله صلى الله عليه وسلم : لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه . رواه أحمد والبيهقي وغيرهما . وراجعي الفتويين : 37476 ،11046 ، وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 65331 .
والله أعلم .