الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آثار اقتراف المعاصي على الأعمال الصالحة

السؤال

أنا أعيش في الولايات المتحدة الأمريكية أنا وكثير غيري ( نعمل في محلات بيع الخمور والكل يعلم بأن بيع الخمر حرام ولكن الكل يصلي ويصوم فهل يجوز وهل يقبل الصوم والصلاة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا العمل هو مما وردت السنة الصحيحة في تحريمه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها. رواه أبو داود والحاكم.

واللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى، قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: اللعنة هي الطرد والإبعاد، ولعن الكافر إبعاده عن الرحمة كل الإبعاد، ولعن الفاسق إبعاده عن رحمة تخص المطيعين. انتهى.

وما ذكرته من الصلاة والصيام قبوله أمر غيبي يعلمه الله، فلا نملك أن نقول قبل أو لم يقبل، هذا إذا لم تكونوا تشربون الخمر، وأما إذا كنتم أو كان البعض منكم يشرب الخمر فإن أعماله لا تقبل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم يقبل الله صلاته أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد في الرابعة لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب لم يتب الله عليه وسقاه من نهر الخبال. أي صديد أهل النار. رواه الترمذي وأبو داود والنسائي. والمقصود بعدم القبول عدم حصول الثواب وإن كانت الصلاة صحيحة فلا يطالب بالقضاء.

فإذا كانت صلاته لا تقبل فإن غيرها من العبادات أحرى ألا يقبل. قال المناوي: خصت الصلاة لأنها أفضل عبادات البدن.

فبان من هذا حرمة ما أنتم فيه من العمل، وخطورة آثاره السلبية على أعمالكم الصالحة، فبادروا إلى تركه والتوبة منه قبل فوات الأوان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني