الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تسقط الصلاة بوجود العقل

السؤال

أبي لا يصلي ولا يصوم منذ حوالي العشر سنوات، كان في الماضي من الصالحين وبارا بوالديه قبل أن يتوفيا، وفي فترة أصيب بحالة من الوسواس القهري وبقي في المستشفى وخرج منها معافى ورجعت نفس الحالة عدم التحدث مع أحد من إخوانة الذين يحاولون معالجته بشتى الطرق لكن لافائدة من ذلك ونحن فقط خمس بنات ليس لدينا القدرة على التحدث معة لأنه عصبي جدا ولكن يعاملنا معاملة جيدة ولا يرفض لنا طلبا ولقد زادت حالته النفسية بعد وفاة اثنتين من أخواتي البنات (ولقد أخبرت أحدا من الدجلة أن أخوة لقد قتلهم) وحدثت مشاكل كثيرة بينهم ولا يتحدثون مع بعض فقط السلام ونحن ندعو له بالشفاء وأن يهديه الله إلى الطريق الصحيح، وأبي يدعونا إلى الصلاة ويقول هو مريض نسأله ما به لايجيب أبي كثير التفكير والتحدث مع نفسه، وأمي تحاول معه لكن لا جدوى .أبي يرفض أيضا أن نذهب إلى أداء الفرائض الدينية من العمرة والحج لماذا لا أعلم ؟.كذلك جاء ولد عمي وتقدم للزواج من أختي، أبي رفض وقال أختي مريضة وهذا صحيح ؟ هل يجوز إخراج صدقة لأن أبي لا يصوم وهو كثير التدخين ؟ هل أبي في حكم الكافر كونه تاركا للصلاة ؟
أسال الله الهداية والمغفرة من كل ذنب .أتمنى سرعة الرد وأشكركم وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن والدك -نسأل الله له الشفاء- يحتاج إلى علاج بأربعة أمور إن أمكنت، وإلا فالمقدور عليه منها ولا تكلفون فوق ذلك :

الأولى : عرضه على طبيب نفسي .

الثانية : عرضه على شخص موثوق يعالج بالقرآن الكريم والسنة النبوية .

الثالثة : عرضه على شخص صالح ينصحه ويرشده بالتي هي أحسن عسى الله تعالى أن يمن عليه بالشفاء والتوبة مما ألم به .

الرابعة : الإكثار من الدعاء له بالشفاء .

وما دام عقله معه فلا تسقط عنه الصلاة ولا الصيام إذا قدر عليه، ولا يجزئ عنه الإطعام مع القدرة عليه، وإنما يجزئ مع العجز المستمر ولا بد من إذنه لأنه المطالب به، والذي عليه أكثر أهل العلم أن تارك الصلاة على خطر عظيم وذنب كبير، ولكنه لا يزال في دائرة الإسلام .

وأما ولايته على بناته وهو بهذه الحالة فغير صالحة، بل لو تقدم كفء في الخلق والدين إلى إحدى بناته وامتنع من زواجه فإن الأمر يرفع إلى القاضي ليفصل في الموضوع ويولي من يصلح للولاية .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني