السؤال
ما هو الدليل على المرتبة الأولى من الإيمان بالقدر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق لنا أن أصدرنا فتوى في بيان أدلة الإيمان بالقضاء والقدر ومراتبه وهي برقم: 60787.
وأما المرتبة الأولى فهي العلم، أي الإيمان بعلم الله تعالى المحيط بكل شيء من الموجودات والمعدومات والممكنات والمستحيلات، فيؤمن العبد بأن الله تعالى يعلم ما يكون، وأنه تعالى علم ما الخلق عاملون قبل أن يخلقهم، وعلم أرزاقهم وآجالهم وأحوالهم وسعادتهم وشقاوتهم وأهل الجنة منهم وأهل النار، وأدلة هذه المرتبة كثيرة من الكتاب والسنة.
قال تعالى: لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا {الطلاق:12}، وقال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، وقال تعالى عن أهل النار: وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ {الأنعام:28}، والأدلة من الكتاب كثيرة جداً.
وأما من السنة فقد بوب البخاري في صحيحه باباً سماه: باب: الله أعلم بما كانوا عاملين، وذكر فيه حديث ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أولاد المشركين؟ فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين. وروى أيضاً عن عمران بن حصين قال: قال رجل يا رسول الله: ..أيعرف أهل الجنة من أهل النار؟ قال: نعم.... الحديث.
وروى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الغلام الذي قتله الخضر طبع كافراً، ولو عاش لأرهق أبويه طغياناً وكفراً. والأحاديث كثيرة جداً يطول استقصاؤها، ومن أراد الزيادة من الأدلة فليرجع إلى كتب العقيدة.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني