الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث "يأتي على الناس زمان يتزوج الرجل كما تتزوج المرأة"

السؤال

ما صحة هذا الحديث: قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم: ‏يأتي على الناس زمان يتزوج الغلام كما تتزوج المرأة .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد روى هذا الحديث الديلمي في كتابه الفردوس بمأثور الخطاب بهذا اللفظ: يأتي على الناس زمان يتزوج الرجل كما تتزوج المرأة. وهو من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، ولم نجد من حكم عليه بصحة أو ضعف. وقد ذكره الحافظ العجلوني في كتابه: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الحديث على ألسنة الناس. ولم يعلق عليه بشيء، وهذا مما قد يدل على تضعيفه إياه، وكتاب الديلمي هذا من مظان الحديث الضعيف في الغالب الأعم، وقد قال العجلوني في مقدمة كتابه المذكور: واعلم أن الحافظ جلال الدين السيوطي قال في خطبة جامعه الكبير ما حاصله: كل ما كان في كتاب الضعفاء للعقيلي، ولابن عدي في الكامل، وللخطيب البغدادي، ولابن عساكر في تاريخه، وللحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وللحاكم في تاريخه، ولابن النجار في تاريخه، وللديلمي في مسند الفردوس، فهو ضعيف، فيستغنى عن بيان حاله بالعزو إليها أو إلى أحدها. انتهى. لكنه مقيد بما لم يجبر بتعدد طرقه؛ وإلا فيصير حسنا لغيره فيعمل به، ولعل ما ذكره أغلبي. وإلا فيبعد كل البعد أنه لا يكون في كتاب منها حديث حسن وصحيح فتأمل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني