الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استشكال حول موقف البار بوالديه في حديث الغار من أبنائه والإجابة عنه

السؤال

في حديث أصحاب الغار الثلاثة، في جزء البار بوالديه أنه وقف على رأس أبويه حتى الفجر والصبية يتضاغون عند قدمه، فإذا سأل سائل أليس يعقل بأن يقف عند رأسهم والأطفال يتصارخون من أول الليل حتى الفجر ولا يستيقظون إلا باستيقاظهم الطبيعي فبماذا أجيب.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أن الخبر إذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فما على المسلم إلا التصديق ليقينه بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو هنا قد أخبر أن الأطفال كانوا يصيحون ومع ذلك لم يستيقظ الأبوان فالواجب التسليم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن حدوث هذا الأمر ليس يستحيل عقلا ولا عادة فإن بعض الناس يكون نومه ثقيلا جدا بحيث لا يستيقظ بسبب ما حوله من أصوات، ولا يبعد أن يكون قد أصابهما تغير في السمع بسبب الكبر، على أنه لا يلزم من قوله في الحديث والصبية يتضاغون عند قدمي أن يكون صراخهم قد اسمر طوال الليل بل قد يكون الصراخ حدث بداية ثم سكنوا بعد ذلك بسبب نومهم أو التهائهم بشيء آخر، فلا داعي لأن يقال كيف يعقل هذا، وقد قال بعض شراح صحيح البخاري وهو الشيخ الكشميري في كتابه فيض الباري شرح البخاري كلاما سديدا يحسن إيراده هاهنا من باب الفائدة، قال: قوله: والصبية يتضاغون عند رجلي.. إلخ وهذا عمل غير صالح في الظاهر كيف وأنه ظلم على الصبيان الصغار المعصومين، فلم يسقهم لبنا وهم ساغبون، نعم نيته كانت صالحة فأجر عليها، ولا بعد أنه لو كان من أهل علم لأخذ عليه، وعوقب به فإن صلاح النية مع فساد العمل إنما يعتد من جاهل، وقد نبهناك غير مرة على أن هذا أيضا باب في الشرع غفل عنه الناس أي القبولية بحسن النية مع الخطأ في العمل وأسميه صالحا سفيها، فإن السفاهة قد تدعو إلى مثل هذا الغلو والمبالغة التي لم تكتب عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني