الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصح الولد لأبيه من البر به والإحسان إليه

السؤال

أنا ولد في الرابعة عشر من عمري, و أبي يبيع الخمر في الولايات المتحدة الأمريكية, و قد حاولت أن أنصحه بالتوبة, و لكنه غضب غضباً شديداً, وهددني بالضرب إذا نصحته, فماذا علي أنا؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

أنك قد أحسنت فيما قمت به من النصح لأبيك وهذا هو واجبك، وعليك أن تبره بالمعروف وتحسن إليه وتدعو الله له.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن بيع الخمر معصية كبيرة يجب على صاحبها الإقلاع عنها.. فعن أنس بن مالك قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة: عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة له. رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني.

وقد أحسنت صنعا عند ما نصحت أباك، فهذا هو ما فرض الله عليك تجاهه، فالنصيحة أساس الدين، وأحق الناس بها هم الأقربون وخاصة الأبوان، ولكن ينبغي أن تكون النصيحة برفق ولين وشفقة وحكمة .. قال الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {النحل: 125}

فإذا لم يستجب لك فعليك أن تكثر له من الدعاء وتحسن بره وطاعته بالمعروف فإن الله تعالى أوصى بالإحسان إلى الوالدين ولو كانا مشركين، فقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا {العنكبوت: 8}.. الآية.

ولا بأس بأن تستعين على نصحه ببعض أهل الخير والصلاح الذين يقدرهم ويحترمهم.

وبخصوص الأكل من ماله فإن فيه تفصيلا سبق بيانه، يمكنك أن تطلع عليه في الفتويين: 34988، 9374، وما أحيل عليه فيهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني