الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمجرد الكره القلبي لا مؤاخذة فيه ما لم تتعاطي أسبابه وتعملي بمقتضاه من إساءة الأدب مع الأم والتأفف منها وعدم خفض الجناح لها وغير ذلك من عقوقها، وعليك محاولة طرد ذلك الشعور بالتحبب إلى أمك والتقرب منها وعدم الجفاء، ولك مناصحتها وتذكيرها بأسلوب هين لين لتكف عن التمييز بين أبنائها وعن نظرتها الدونية إلى بناتها وعن الدعاء عليهم، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم الوالدين أن يدعوا على أبنائهم لئلا يصادفوا ساعة إجابة كما في مسلم.
واعلمي أن علم أمك ببغضك إياها دليل على إظهارك لكرهها وذلك من العقوق المحرم فاتقي الله عز وجل، واعلمي أن رضاه لا يكون إلا بامتثال أمره واجتناب نهيه، ومما أمر به وحث عليه بر الوالدين، ومصاحبتهما بالمعروف والإحسان إليهما ونهى عن عقوقهما فلا بد من امتثال ذلك لبلوغ رضاه... وننبهك إلى أن إساءتهما لا تجوز مقابلتها بمثلها، فاصبري على ما تلقينه من أذى واطردي عن نفسك ذلك الشعور ولا تظهري لأمك إلا الحب والمودة وتحببي إليها بالأقوال الحسنة والأفعال الجميلة ابتغاء مرضاة الله عز وجل، واجتهدي بالدعاء واسأليه سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج همك ويكشف غمك ويرزقك زوجاً صالحاً تقر به عينك وتسعد به نفسك إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وللمزيد انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 23716، 21916، 26960، 35463، 32583، 9898.
والله أعلم.