الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق لنا الكلام عن الوسوسة في أمور الاعتقاد والإيمان في فتاوى عديدة، مع بيان كيفية علاجها، فراجعي على سبيل المثال الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17066 ، 2081 ، 12400 ، 28751 ، 37959 ، 76732 . ثم انصحي بما فيها.
وعليك أن تكثري من الدعاء لأختك، ويمكنك أن تتصدقي بنية مداواتها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: داووا مرضاكم بالصدقة. حسنة الألباني. وقد سبق أن ذلك من أفضل طرق علاج المرضى في الفتويين: 35282 ، 65491 .
وننبهك أيضا على أن طول بقاء أختك بمفردها وغياب والديها عنها، قد يكون من أسباب تسلط الشيطان عليها، فلو أمكن أن تتواجد مع رفقة صالحة ناصحة لكان لذلك أعظم الأثر في تحسنها، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوحدة: أن يبيت الرجل أو يسافر وحده. رواه أحمد وصححه الألباني.
ثم لا مانع أن تتعاطى أختك مع ذلك علاجا نفسيا.
أما سؤال أختك عن أهل غزة وما أصابهم، فقد سبق أن بينا الحكمة في ذلك وأن قضاء الله تعالى يجري وفق حكمة تامة في الفتوى رقم: 117417 ، وما أحيل عليه فيها.
ويجدر بنا أن نذكر بقوله تعالى: لوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ {الأنبياء:22-23} .
والله أعلم.