الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نهنئك بما أعطاك الله من الالتزام والمواظبة على الصلاة في المسجد، ونفيدك أن المسلم يتعين عليه حفظ لسانه والبعد عن الاسترسال في العبارات التي ربما يضحك بها الشخص أصدقاءه ويهلك بها نفسه.
فالبعد عن مثل هذه العبارات متعين حتى ولو لم يصل لدرجة الكفر. فيلكن شعار المسلم وعادته دائما قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا.{الأحزاب:70}. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت. متفق عليه.
وأما إطلاق اللسان بالمزاح فقد يجر للاستهزاء بالدين وبالله الموقع في الكفر لقوله تعالى: وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ.{التوبة:65-66}.
وهذه العبارات المذكورة في السؤال لا تنبغي ويتعين البعد عنها، والتوبة منها، وأخطرها شأنا العبارة الأخيرة، فإن الله لا يشغله تدبير أمر عن أمر آخر, ولا سماع دعاء شخص عن سماع دعاء آخر.
ولكن نرجو ألا يصل الأمر لحد الارتداد فندمك ومبادرتك بالاستغفار يدل إن شاء الله على عدم قصدك لذلك.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 14172، 78602، 26193.
والله أعلم.