الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن أجبنا الأخ السائل، وبينا له الفرق بين الشك والوسوسة، وأن الشاك ليس في قلبه شيء يصح تسميته إيمانا، بخلاف الموسوس الذي يدفع مثل هذه الخواطر ويكرهها، فإنه مؤمن صريح الإيمان. وراجع ما أجبناك به في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 224926، 202561، 216556.
فمن لم يؤمن بوجود الله تعالى فليس بمؤمن، وكذلك من كان شاكا في وجوده؛ وراجع في ذلك، وفي بيان أقسام ما يعرض على القلب من خواطر حول وجود الله تعالى، الفتويين: 120582، 128213.
أما قول السائل: "الشك أمر لا إرادي بعكس الكفر الذي يكون عن اختيار". فليس بصحيح. فالوسوسة هي التي تهجم على القلب دون اختيار. كما بينا في الفتاوى المحال عليها سابقا. وأما الشك فمعناه عدم الإيمان، وهو الكفر الذي وصفه السائل بأنه اختياري ! فما الشك إلا نوع من الكفر، وقد نبهنا السائل على ذلك في فتوى سابقة.
والله أعلم.