الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلا شك أن المسلم يُحبُّ لما فيه من إسلامٍ، وإيمانٍ، ويُبْغَضُ بقدر ما فيه من ذنوبٍ، وعصيانٍ، وهذا من جملة الحب، والبغض في الله، ويثاب عليه العبد.
وقد سبق أن فصلنا هذا الأمر، وذكرنا كلام أهل العلم حوله في عدة فتاوى سابقة، كالفتاوى التالية أرقامها: 366316، 251614، 141625.
وأما هل يجوز إبداء البغضاء له؟
فالجواب: أنه لا تلازم بين البغض الذي هو أمر قلبي، وبين إظهاره، وإظهاره في صورة الهجر، والإعراض يدور مع المصلحة من عدمها، فيُظْهَرُ إذا كان ثمت مصلحة مرجوة، كزجر المهجور عن المعاصي، إن عُلم أنه ينزجر بالإعراض، وإن لم توجد مصلحة، فلا، وانظر الفتوى: 21837 عن الهدي النبوي في معاملة أصحاب المعاصي، ومثلها الفتوى: 106731.
والله تعالى أعلم.