أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أنبأنا أبو جعفر البغدادي، قال: حدثنا أبو علاثة، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عن ابن لهيعة، أبي الأسود، عن عروة، قال: " وأقبلت امرأة من المهاجرات كانت مع زوجها في الجيش يقال لها: كانت ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت قبل ذلك تحت خولة بنت حكيم، قبل عثمان بن مظعون بدر، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله ما يمنعك أن تنهض إلى أهل الطائف قال: "لم يؤذن لنا حتى الآن فيهم، وما أظن أن نفتحها الآن" ، فأقبل رضي الله عنه فلقيها خارجة من [ ص: 169 ] عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هل ذكر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا بعد، قالت: أخبرني أنه لم يؤذن له في عمر بن الخطاب الطائف بعد، فلما رأى ذلك قتال أهل رضي الله عنه اجترأ على كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ألا تدعو على أهل عمر بن الخطاب الطائف فتنهض إليهم لعل الله عز وجل يفتحها؛ فإن أصحابك كثير، وقد شق عليهم الحبس، ومنعهم معايشهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم يؤذن لنا في قتالهم" ، فلما رأى ذلك عمر قال: أفلا آمر الناس فلا يسرحوا ظهرهم حتى يرتحلوا بالغداة؟ قال: "بلى" ، فانطلق عمر حتى أذن في الناس بالقفول وأمرهم أن لا يسرحوا ظهورهم، فأصبحوا وارتحل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم حين ركب قافلا: "اللهم اهدهم واكفنا مؤونتهم".