كتاب أبواب النفقات لذوات العدد من الطلاق والوفاة
أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم أن . للمطلقة التي يملك زوجها رجعتها السكنى، والنفقة
واختلفوا في . وجوب السكنى والنفقة للمطلقة ثلاثا إذا لم تكن حبلى
فقالت طائفة: لا سكنى لها ولا نفقة. روي هذا القول عن . ابن عباس
وكذلك قال عكرمة، والحسن، . وقال والشعبي عطاء، وعروة: لا نفقة لها. وهذا قول والزهري، أحمد بن حنبل، وإسحاق، وحجتهم حديث وأبي ثور، أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فجعل [لها] السكنى والنفقة، فقيل له: إنه طلقها ثلاثا. قال: "لا سكنى لك، ولا نفقة"، وأمرها أن تعتد في بيت ابن أم مكتوم فاطمة بنت قيس .
وقالت طائفة: لها السكنى والنفقة، حاملا كانت أو غير حامل. هكذا [ ص: 514 ] قال وأصحاب الرأي، وروي هذا القول عن سفيان الثوري عمر، وعبد الله وبه قال شريح .
واختلف في هذه المسألة عن فأشهر الروايتين عنه موافقة هذا القول، وروي عنه أنه كان يقول: المطلق ثلاثا لا يجبر على النفقة . إبراهيم النخعي،
وفيه قول ثالث: وهو أن لها السكنى، ولا نفقة لها. هذا قول مالك بن أنس، وابن أبي ليلى، والشافعي، وأبو عبيد، وكذلك قال وسليمان بن يسار، سعيد بن المسيب، والحسن البصري، وعطاء، وعبد الرحمن بن مهدي . [ ص: 515 ] والشعبي،
قال أما الفرقة الأولى فقد ذكرنا ما احتجت به . أبو بكر:
واحتجت الفرقة الثانية بقول : لا ندع كتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم لقول امرأة لا ندري لعلها نسيت أو شبه عليها، وقد كان عمر بن الخطاب ينكر حديث عمر، ويقول: لا يصح حديثه . أحمد بن حنبل
واحتجت الفرقة الثالثة بظاهر كتاب الله في إيجابه السكنى لهن، وإبطال النفقة عنه، قال الله - تبارك وتعالى - : ( أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن ) قالت: فعم بالسكن المطلقات كلهن وخص أولات [ ص: 516 ] الأحمال خاصة بالنفقة، فكان في إيجابه النفقة لمن بها حمل دليل على أن لا نفقة لمن لا حمل لها، واحتجوا بحديث فاطمة بنت قيس:.
7781 - أخبرنا الربيع، أخبرنا أخبرنا الشافعي، عن مالك، عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان، عن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فاطمة بنت قيس: أبا عمرو بن حفص طلق البتة، وهو غائب بالشام، فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال: والله ما لك علينا شيء فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال: "ليس لك عليه نفقة"، وأمرها أن تعتد في بيت أم شريك، ثم قال: "تلك امرأة يغشاها أصحابي فاعتدي في بيت ابن أم مكتوم، فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك .... أن