360 - حدثنا
محمد بن عبدة ، ثنا
أبو وهب محمد بن مزاحم ، ثنا
بكير بن معروف ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل بن حيان ، في قوله : "
nindex.php?page=treesubj&link=34038_33030_32268_29393 ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3اليوم يئس الذين كفروا من دينكم ) ، نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بعرفات ، يوم
عرفة ، يقول : قد يئسوا أن تعود الجاهلية ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3فلا تخشوهم ) ، فإن الجاهلية لا تعود أبدا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3واخشون ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، وذلك حين نفى الله المشركين عن
المسجد الحرام ، وأتم الله الحج للمسلمين ،
[ ص: 355 ] فلم يخالطهم مشرك ، ودخل الناس أفواجا في دين الله .
قال : وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد ، عن
الحجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يبق بعد هذه الآية إلا إحدى وثمانين ليلة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17032أبو عبد الله :
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد : فأخبر الله - عز وجل - أنه إنما أكمل الدين الآن ، في آخر الإسلام في حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وزعم هؤلاء أنه كان كاملا ، قبل ذلك بعشرين سنة ، في أول ما نزل عليه الوحي
بمكة ، حين دعي الناس إلى الإقرار به ، ولو كان ذلك كذلك ما كان لذكر الإكمال معنى ، وكيف يكمل ما قد استقصي من عند آخره وفرغ منه ؟ ، هذا قول غير مقبول ، حتى لقد اضطر بعضهم حين أدخلت عليه هذه الحجة ، إلى أن قال : إن الإيمان ليس بجميع الدين ، ولكن الدين ثلاثة أجزاء ، فالإيمان جزء ، والفرائض جزء ، والنوافل جزء .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد : وهذا غير ما نطق به الكتاب ، ألم تسمع إلى قول الله - عز وجل - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=19إن الدين عند الله الإسلام ) ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=85ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، فأخبر أن الإسلام هو الدين برمته ، وزعم هؤلاء أنه
[ ص: 356 ] ثلث الدين ، فصيروا ما سمى الله دينا كاملا ، ثلث الدين .
360 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَةَ ، ثَنَا
أَبُو وَهْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ ، ثَنَا
بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ، فِي قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=treesubj&link=34038_33030_32268_29393 ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ ) ، نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ بِعَرَفَاتٍ ، يَوْمَ
عَرَفَةَ ، يَقُولُ : قَدْ يَئِسُوا أَنْ تَعُودَ الْجَاهِلِيَّةُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3فَلا تَخْشَوْهُمْ ) ، فَإِنَّ الْجَاهِلِيَّةَ لَا تَعُودُ أَبَدًا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَاخْشَوْنِ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا ) ، وَذَلِكَ حِينَ نَفَى اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ عَنِ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَأَتَمَّ اللَّهُ الْحَجَّ لِلْمُسْلِمِينَ ،
[ ص: 355 ] فَلَمْ يُخَالِطْهُمْ مُشْرِكٌ ، وَدَخَلَ النَّاسُ أَفْوَاجًا فِي دِينِ اللَّهِ .
قَالَ : وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12074أَبُو عُبَيْدٍ ، عَنِ
الْحَجَّاجِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَبْقَ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ إِلَّا إِحْدَى وَثَمَانِينَ لَيْلَةً .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17032أَبُو عَبْدِ اللَّهِ :
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12074أَبُو عُبَيْدٍ : فَأَخْبَرَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنَّهُ إِنَّمَا أَكْمَلَ الدِّينَ الْآنَ ، فِي آخِرِ الْإِسْلَامِ فِي حَجَّةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَزَعَمَ هَؤُلَاءِ أَنَّهُ كَانَ كَامِلًا ، قَبْلَ ذَلِكَ بِعِشْرِينَ سَنَةً ، فِي أَوَّلِ مَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ
بِمَكَّةَ ، حِينَ دُعِيَ النَّاسُ إِلَى الْإِقْرَارِ بِهِ ، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ مَا كَانَ لِذِكْرِ الْإِكْمَالِ مَعْنًى ، وَكَيْفَ يُكْمَلُ مَا قَدِ اسْتُقْصِيَ مِنْ عِنْدِ آخِرِهِ وَفُرِغَ مِنْهُ ؟ ، هَذَا قَوْلٌ غَيْرُ مَقْبُولٍ ، حَتَّى لَقَدِ اضْطُرَّ بَعْضُهُمْ حِينَ أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْحُجَّةُ ، إِلَى أَنْ قَالَ : إِنَّ الْإِيمَانَ لَيْسَ بِجَمِيعِ الدِّينِ ، وَلَكِنَّ الدِّينَ ثَلَاثَةُ أَجْزَاءٍ ، فَالْإِيمَانُ جُزْءٌ ، وَالْفَرَائِضُ جُزْءٌ ، وَالنَّوَافِلُ جُزْءٌ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12074أَبُو عُبَيْدٍ : وَهَذَا غَيْرُ مَا نَطَقَ بِهِ الْكِتَابُ ، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=19إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ) ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=85وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ) ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ) ، فَأُخْبِرَ أَنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ الدِّينُ بِرُمَّتِهِ ، وَزَعَمَ هَؤُلَاءِ أَنَّهُ
[ ص: 356 ] ثُلُثُ الدِّينِ ، فَصَيَّرُوا مَا سَمَّى اللَّهُ دِينًا كَامِلًا ، ثُلُثَ الدِّينِ .