363 - حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف ، ثنا قال : سمعت المعتمر بن سليمان ، كهمسا ، يحدث ، عن عن ابن بريدة ، قال : يحيى بن يعمر ، بالبصرة في القدر فانطلقت أنا ، معبد الجهني ، حاجين ، فقلنا : لو لقينا بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فسألناه عما يقول هؤلاء القوم في القدر ، فوافقنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري وهو يدخل المسجد ، فاكتنفناه أنا وصاحبي ، أحدنا عن يمينه ، والآخر عن شماله ، وظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي ، فقلنا : يا عبد الله بن عمر ، أبا عبد الرحمن! ، إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ، ويتقفرون العلم ، وأنهم يزعمون أنه لا قدر ، إنما الأمر [ ص: 368 ] أنف ؟ ! ، قال : إذا لقيت أولئك ؛ فأخبرهم أني بريء منهم ، وأنهم براء مني ، فوالذي يحلف به لو كان لأحدهم مثل عبد الله بن عمر ، أحد ذهبا ، فأنفقه ، ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر .
ثم قال : أخبرني قال : " بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فوضع ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، ثم قال : يا عمر بن الخطاب ، محمد! أخبرني عن الإسلام ، ما الإسلام ؟ ! قال : " أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم شهر رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " ، قال : صدقت ، فعجبنا له ، يسأله ويصدقه ، ثم قال : أخبرني عن الإيمان ؟ ! قال : " الإيمان أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر كله ؛ خيره وشره " ، قال : صدقت ، قال فأخبرني عن الإحسان ، ما الإحسان ؟ ! قال : " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك " . قال : فأخبرني عن الساعة ؟ ! قال : " ما المسئول عنها بأعلم بها من السائل " . قال : فأخبرني عن أمارتها ؟ !قال : " أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة ، العراة ، العالة ، رعاء الشاة ، يتطاولون [ ص: 369 ] في البنيان " ثم انطلق ، قال فلبثت ثلاثا ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا عمر : أتدري من السائل ؟ ! قلت : الله ورسوله أعلم! ، قال : " فإنه عمر! ، جبريل ، أتاكم يعلمكم دينكم " . كان أول من قال