366 - حدثنا ثنا أبو كامل فضيل بن الحسين الجحدري ، عن حماد بن زيد ، عن مطر الوراق ، عن عبد الله بن بريدة ، قال : يحيى بن يعمر ، معبد بما تكلم به في شأن القدر ، أنكرنا ذلك ، قال : فحججت أنا ، فلما قضينا نسكنا ، قال لي : لو [ ص: 371 ] ملت بنا إلى وحميد بن عبد الرحمن الحميري ، المدينة ، فلقينا من بها من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فسألناه عما جاء به معبد ، فقدمنا المدينة ، فدخلنا المسجد ، نؤم عبد الله بن عمر ، وأبا سعيد الخدري ، فإذا قاعد ، فاكتنفناه ، وقدمني عبد الله بن عمر حميد للمنطق ، وكنت أجرأ على المنطق منه ، فقلت :
أبا عبد الرحمن! ، إن قوما نشؤوا بالعراق عندنا ، قرؤوا القرآن ، وفقهوا في الإسلام ، يقولون : لا قدر ؟ !
قال : فإذا أنت لقيتهم ، فأخبرهم أن منكم بريء ، وأنتم منه براء ، والله لو أنفقوا جبال الأرض ذهبا ، ما قبله الله منهم ، حتى يؤمنوا بالقدر . عبد الله بن عمر
قال : وحدثني أن عمر ، آدم وموسى اختصما إلى الله ، فقال له موسى : أنت آدم الذي أشقيت الناس ، وأخرجتهم من الجنة ؟ ! فقال له آدم : أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه ، وأنزل عليك التوراة! ، قال : نعم ، قال : فوجدته قدره علي قبل أن يخلقني ؟ ! قال : نعم! قال : فحج آدم موسى .
قال : وحدثني قال : " بينا نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، إذ جاءه رجل ، هيئته هيئة مسافر ، وثيابه ثياب مقيم ، أو قال : هيئته هيئة مقيم ، وثيابه ثياب مسافر ، قال : يا رسول الله! ، أدنو منك ؟ ! قال : " نعم! " فدنا منه ، [ ص: 372 ] حتى وضع يديه على ركبتيه ، فقال : يا رسول الله! ، ما الإسلام ؟ ! قال : " أن تسلم وجهك لله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج عمر ، البيت " ، قال : فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت ؟ ! قال : " نعم! " قال : صدقت ، قال : قلنا : انظروا كيف يسأله ؟ وكيف يصدقه ؟ ! ، فقال : يا رسول الله! ، ما الإحسان ؟ ! قال : " أن تخشى الله ، أو تعبد الله ؛ كأنك تراه ، فإنك إن لا تكن تراه ، فإنه يراك " ، قال : صدقت .
قال : قلنا : انظروا كيف يسأله ، وكيف يصدقه ؟ ! ، فقال : يا رسول الله! ، ما الإيمان ؟ ! قال : " أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، والموت والبعث ، والجنة والنار ، وبالقدر كله " . قال : فإذا فعلت ذلك فقد آمنت ؟ ! قال : " نعم! " قال : صدقت ، قال : قلنا : انظروا كيف يسأله ، وكيف يصدقه!!
قال مطر : وحدثني شهر ، عن " وبالقدر كله ، خيره وشره " . أبي هريرة :
ثم قال : يا رسول الله! ، متى الساعة ؟ ! قال : " ما المسئول عنها ، بأعلم من السائل " ، ثم ولى ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " علي الرجل " ، فطلب ، فما وجدوه ، فقال : [ ص: 373 ] " هذا جبريل ، جاء ليعلم الناس دينهم " . " لما تكلم