قال وقد ذكرنا تمام الحجة في أن أبو عبد الله : والأخبار الدالة على ذلك في موضع غير هذا ، فتركنا إعادته في هذا الموضع كراهية التطويل ، والتكرير ، غير أنا سنذكر ههنا من الحجة في ذلك ما لم نذكره في غير هذا الموضع ، ونبين خطأ تأويلهم ، والحجج التي احتجوا بها من الكتاب ، والأخبار التي استدلوا بها على التفرقة بين الإسلام والإيمان . الإسلام هو الإيمان ، وأنهما لا يفترقان ، ولا يتباينان من الكتاب ،
قال الله عز وجل : ( يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ) ، فدل ذلك على أن الإسلام هو الإيمان .
589 - حدثنا أنا محمد بن رافع ، أنا عبد الرزاق ، عن معمر ، في قوله : ( قتادة ، لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم ) [ ص: 532 ] قال : منوا على النبي صلى الله عليه وسلم حين جاؤوا ، فقالوا : إنا أسلمنا بغير قتال ، لم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان ، وبنو فلان ، وقال الله لنبيه : ( يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان ) " .