وقد رويت عن رضي الله عنه ، وعن علي بن أبي طالب ، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم في المعدودات والمعلومات آثار نحن ذاكروها في هذا الباب إن شاء الله فأما ما روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه في ذلك فما : علي بن أبي طالب
1562 - قد حدثنا ، قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق بن سهل الكوفي قال أخبرنا عبيد الله بن موسى العبسي ، عن ابن أبي ليلى ، ، عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش ، ، قال : علي بن أبي طالب الأيام المعلومات يوم النحر ويومان بعده ، اذبح في أيها شئت ، وأفضلها أولها .
ولم يذكر في حديثه هذا الأيام المعدودات وأما ما روي عن في ذلك فما : عبد الله بن عباس
[ ص: 202 ] 1563 - قد حدثنا ، قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، عن عفان بن مسلم هشيم ، قال حدثنا عن أبو بشر ، ، عن سعيد بن جبير ، قال : ابن عباس الأيام المعلومات أيام العشر ، والمعدودات أيام التشريق .
1564 - وما قد حدثنا محمد بن زكرياء أبو شريح ، قال حدثنا ، قال حدثنا الفريابي ، عن سفيان الثوري طلحة ، عن ، عن عطاء ، قال : ابن عباس الأيام المعلومات العشر فيهن الأضحى ، والمعلومات أيام التشريق إلى آخر النفر .
وأما فقد رويت عنه في ذلك ثلاثة أقوال ، فمنها ما : عبد الله بن عمر
1565 - قد حدثنا قال حدثنا إبراهيم بن منقذ ، ، عن عبد الله بن وهب عن حيوة بن شريح ، عن محمد بن عجلان ، ، أن نافع ، كان يقول : ابن عمر الأيام المعلومات يوم النحر [و]يومان بعده من أيام التشريق ، والأيام المعدودات في الأيام الثلاثة ليس منها يوم النحر .
وقال مثله فهذا يوافق ما قد رويناه عن مالك بن أنس في الأيام المعلومات . علي بن أبي طالب
1566 - وقد حدثنا محمد بن زكرياء ، قال حدثنا ، قال حدثنا الفريابي ، عن إسرائيل بوير بن أبي فاختة ، عن ، عن محمد بن علي ، في ابن عمر في أيام معلومات ) ، قال : العشر ، والمعدودات أيام منى ثلاثة أيام بعد النحر . قوله عز وجل : (
فهذا يوافق ما رويناه عن في الأيام المعلومات وقد روي عن ابن عباس في ذلك أيضا ما : ابن عمر
1567 - قد حدثنا محمد بن أحمد الواسطي الجواربي ، قال حدثنا أبو الصلت محمد بن يعلى ، قال حدثنا ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن ابن عجلان ، عن نافع ، قال : [ ص: 203 ] ابن عمر المعلومات الأضحى ، والمعدودات بعده .
فهذا خلاف ما رويناه في هذا الباب عن علي رضي الله عنه ، وخلاف ما رويناه فيه عن ، لأن هذا أخرج يوم النحر أن يكون من الأيام المعلومات ، ولا نرى هذا إلا وهما ، لأنا لا نعلمه أضيف إلى أحد سوى ابن عباس في هذا الحديث وقد روينا من حديث ابن عمر حيوة ، عن ، عن ابن عجلان ، عن نافع ، خلافه . ابن عمر
1568 - وقد حدثنا سليمان بن شعيب ، عن أبيه ، عن ، عن أبي يوسف ، عن أبي حنيفة حماد ، عن إبراهيم : في ولم يحك في ذلك خلافا وهذا المشهور عند الناس من قول الأيام المعلومات ، قال : هي أيام العشر فيها يوم النحر ، والأيام المعدودات أيام التشريق ، ، أبي حنيفة ، وأبي يوسف ومحمد ، غير أن أحمد بن أبي عمران ذكر لنا ، عن قال : كتب بشر بن الوليد ، أبو العباس الطوسي إلى يسأله عن الأيام المعلومات ، فأملا على أبي يوسف جواب كتابه إليه : سألت عن الأيام المعلومات ، وقد اختلف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ، فروي عن أبي يوسف ، وعن علي بن أبي طالب ، أنهما كانا يقولان : هي أيام النحر ، وإلى هذا القول أذهب ، لأن الله عز وجل قال في كتابه : ( عبد الله بن عمر ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ) ، فهي أيام النحر .
ولما اختلفوا في ذلك نظرنا فيما اختلفوا فيه منه ، فوجدنا قوله عز وجل : ( ويذكروا اسم الله في أيام معلومات ) ، يحتمل أن يكون أراد به أيام النحر ليكون الذكر لله عز وجل ، على بهيمة الأنعام فيها كلها حتى يتبين بذلك من سائر الأيام سواها ، ويكون ذكره عز وجل إياها بالأيام دليلا على صحة ما ذهب إليه علي بن طالب ، فيها ، وعلى خلاف ما ذهب إليه آخرون فيها فيحتمل قوله عز وجل : ( وعبد الله بن عمر ويذكروا اسم الله في أيام معلومات ) ، أن يكون أراد به أيام العشر كما قال ، ويكون ذكره على بهيمة الأنعام في يوم النحر خاصة ، ويكون ذكره بتكرره فيها في كل سنة من السنين أياما ، فتصير جملتها أياما . عبد الله بن عباس
[ ص: 204 ] فلم نجد في هذا المعنى ما يفضي لواحد من القولين اللذين ذكرنا على القول الآخر ، غير أنا لما وجدنا يوما واحدا من أيامها فيه نحر ، واختلف فيما سوى ذلك اليوم منها ، فقال قوم : هو أيضا من أيام النحر ، وقال آخرون : هو من غير أيام النحر ، كان الأولى إما أن نجعله من أيام النحر ليكون ما اختلف فيه منها من جنس ما قد أجمع عليه منها وقد قال قائل : إن الله عز وجل لما ذكر الأيام المعلومات ، والأيام المعدودات باسمين مختلفين ، كان الأشبه في ذلك أن يكونا شيئين مختلفين فكان من الحجة عليه لمخالفته في ذلك إن الله عز وجل قد ذكر شهور الحج في كتابه ، فقال : ( الحج أشهر معلومات ) ، وذكر شهور الحرم في كتابه ، فقال : ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ) ، فكان قد سمى كل واحد من الصنفين باسم غير الاسم الذي سمى به الآخر وكان قد دخل في ذلك بعض أيام أحد الصنفين في أيام الصنف الآخر ، لأن العشر الأول من ذي الحجة من أشهر الحج ، ومن الأشهر الحرم عند أهل العلم جميعا ولم يمنع اختلاف اسميهما من رجوع معناهما إلى أيام واحدة ، فما أنكر أن تكون المعلومات والمعدودات وإن اختلفت أسماؤهما ، أن يكون ذلك يرجع إلى أيام واحدة ، وإنما يكون كل صنف من الأيام غير الصنف الأخير في الشيئين اللذين يتضادان ويتنافيان ، فيكون أحدهما إذا وجب في يوم نفى وجوب الآخر فيه ، فأما الشيئان اللذان لا يتضادان ، ولا يتنافيان ، فلا ينفي وجوب أحدهما في يوم وجوب الآخر في ذلك اليوم .
فكان القياس عندنا في الأيام المعلومات ما روي فيها عن ، وعن علي بن أبي طالب ، وما حكاه عبد الله بن عمر عن بشر بن الوليد ، فيها وإنما يريد بقول أبي يوسف الموافق فيما رويناه عنه لما رويناه عن ابن عمر في هذا الباب . علي بن أبي طالب