192 - حدثنا ، ثنا معاذ بن المثنى ، ثنا مسدد ، عن أبو عوانة ، عن قتادة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس بن مالك " إن ثلاثة نفر فيمن سلف من الناس انطلقوا يرتادون لأهليهم فأصابتهم السماء ، فدخلوا غارا فسقط عليهم حجر فأطبق عليهم حتى ما يرون منه خصاصة ، فقال بعضهم لبعض : قد وقع الحجر وعفا الأثر ، ولا يعلم بمكانكم إلا الله ، عز وجل ، [ ص: 869 ] فادعوا الله ، عز وجل ، بأوثق أعمالكم ، فقال رجل : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان فكنت أحلب لهما في إناءيهما وآتيهما به ، فإذا وجدتهما راقدين قمت على رؤوسهما كراهية أن أرد وسنهما ، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ، ومخافة عذابك ، ففرج عنا ، فزال ثلث الحجر . وقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أنه أعجبته امرأة وأنه جعل لها جعلا ، فلما قدر عليها سلم لها نفسها ، ووفر لها جعلها ، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا ، فزال ثلث الحجر . وقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا على عمل يعمله ، وأنه أتاني يطلب أجره ذلك وأنا غضبان فزبرته ، فانطلق وترك أجره ، فجمعته وثمرته حتى كان منه كل المال ، ثم أتاني يطلب أجره فأعطيته ذلك كله ، ولو شئت لم أعطه إلا الأجر الأول ، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا ، قال : فانطلقوا معانيق يتماشون " .