بسم الله الرحمن الرحيم
110 (ذكر معرفة صفات الله عز وجل التي وصف بها نفسه، وأنزل بها الكتاب ونطق بها الرسول صلى الله عليه وسلم، مباينة للأضداد والأنداد والأوثان والآلهة التي تعبد من دونه )
قال الله عز وجل: ( إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم ) ، إلى قوله: ( خذ العفو ) ، وقال: ( أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ) الآية، وقال في قصة إبراهيم عليه السلام: ( يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ) ، وقال: ( فاسألوهم إن كانوا ينطقون ) ، وقال: ( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له ) الآية، وقال في قصة موسى عليه السلام: ( واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ) الآية.
ففي هذه الآيات دليل على أن الله عز وجل بخلاف الأصنام التي عبدت من دونه، ثم آدم عليه السلام، وأنه يسمع ويجيب، وأنه ينصر ويخذل، ويضل ويهدي، وأنه بخلاف ما ذمه. وصف نفسه بالسمع والبصر واليدين، وأنه خلق بهما
قال الله عز وجل: ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) ، وقال عز وجل: ( قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد ) ، [ ص: 25 ] وقال: ( كل شيء هالك إلا وجهه ) ، فأفاد الله عز وجل: بكلامه صفته أنه أكبر الأشياء وليس شيء مثله.
بيان ذلك من الأثر
373 - أخبرنا حدثنا محمد بن الحسين بن الحسن، حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، ح وأخبرنا أبو المغيرة، علي بن محمد بن زياد، حدثنا محمد بن العباس بن خلف، حدثنا بشر بن بكر التنيسي، قالا حدثنا عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عروة، قالت: أسماء بنت أبي بكر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: ليس شيء أغير من الله.