الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
19 - ذكر آية أخرى تدل على وحدانية الله تعالى وأنه منزل الماء من المزن وفالق الحب والنوى ، ومنبت النبات وألوان الأشجار التي تحمل ألوان الثمار مختلفة الأطعمة والألوان من أزواج شتى من كل زوج بهيج .

قال الله عز وجل مخبرا عن لطيف قدرته وحسن صنعته من خلقه : ( أخرج منها ماءها ومرعاها ) .

وقال تعالى : ( فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا ) . . . . الآية إلى قوله تعالى : ( متاعا لكم ولأنعامكم ) .

وقال تعالى : ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ) .

وقال تعالى : ( وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى ) .

وقال تعالى : ( والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها ) .

[ ص: 202 ] ثم مجد نفسه عند قصر علم عباده فقال : ( سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون )

بيان ما تقدم من الأثر وأقاويل أهل التأويل :

1 - 69 - أخبرنا الحسن بن يوسف الطرايفي بمصر ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد قال : حدثنا عاصم بن كليب قال : حدثني أبي ، عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - أنه قال : عند عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إن الله عز وجل خلق الأشياء سبعا في حديث ، ومما أنبت الأرض سبعا ، فقال عمر : كلما قلت فقد عرفت غير هذا ، ما تعني ما أنبت الأرض سبعا ، فقال ابن عباس - رضي الله عنهما - ( أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا ) فالحدائق كل ملتف حديقة ، والأب ما أنبتت الأرض مما لا يأكل الناس . فقال عمر - رضي الله عنه - : أعجزتم أن تقولوا مثل ما قال هذا الغلام الذي لم يستو سوى رأسه .

التالي السابق


الخدمات العلمية