قاموا من السوق إذ قلت مكاسبهم كنا من الدين قبل اليوم في سعة حتى ابتلينا بأصحاب المقاييس
فاستعملوا الرأي عند الفقر والبوس أما العريب فقوم لا عطاء لهم
وفي الموالي علامات المفاليس
فلقيه فقال : هجوتنا نحن نرضيك فبعث إليه بدراهم فقال : أبو حنيفة
إذا ما أهل مصر بادهونا بآبدة من الفتيا لطيفه
[ ص: 896 ] أتيناهم بمقياس صحيح صليب من طراز أبي حنيفه
إذا سمع الفقيه به وعاه وأثبته بحبر في صحيفه
قال : " اتصلت هذه الأبيات ببعض أهل الحديث والنظر من أهل ذلك الزمان فقال : أبو عمر
إذا ذو الرأي خاصم عن قياس وجاء ببدعة منه سخيفه
أتيناهم بقول الله فيها وآثار مصححة شريفه
فكم من فرج محصنة عفيفة أحل حرامها بأبي حنيفة
قال رحمه الله : هذا تحامل وجهل واغتياب وأذى للعلماء ؛ لأنه إذا كان له في النازلة كتاب منصوص وأثر ثابت لم يكن لأحد أن يقول بغير ذلك فيخالف النص والنص مالا يحتمله التأويل وما احتمله التأويل على الأصول واللسان العربي كان صاحبه معذورا . [ ص: 897 ] أبو عمر
1683 - أنشدنا أبو القاسم عبد الوارث بن سفيان قال : أنشدنا قال : أنشدنا أبو محمد قاسم بن أصبغ محمد بن وضاح ببغداد على باب أبي مسلم الكشي قال : قال لي غلام خليل : أنشدني بعض البصريين لبعض شعرائهم يهجو أبا حنيفة وزفر بن الهذيل .
إن كنت كاذبة بما حدثتني فعليك إثم أو أبي حنيفة زفر
الواثبين على القياس تعديا والناكبين عن الطريقة والأثر
خلت البلاد فارتعوا في رحبها ظهر الفساد ولا سبيل إلى الغير "
قال لنا : قال لنا أبو القاسم قاسم بن محمد ولد محمد بن وضاح وكان أدرك غلام خليل ومات محمد بن محمد بن وضاح بجزيرة إقريطش " قال : " بلغني أن أبو عمر أبا جعفر الطحاوي أنشد هذه الأبيات :
فعليك إثم أو أبي حنيفة زفر .
فقال : " وددت أن لي أجرهما وحسناتهما وعلي إثمهما وسيئاتهما ، وكان من أعلم الناس بسير القوم وأخبارهم ؛ لأنه كان كوفي المذهب وكان عالما بجميع مذاهب الفقهاء رحمه الله وقد رويت في ذم الرأي والقياس آثار كثيرة وسنورد لها بابا في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى " . [ ص: 898 ]