736 - أنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن رامين الإستراباذي ، نا عبد الرحمن بن محمد بن جعفر الجرجاني ، نا قال : سمعت أبو العباس السراج ، يقول : سمعت عبيد الله بن سعيد ، يقول : قال عبد الرحمن - يعني : ابن مهدي - ، قلت عبد الواحد بن زياد : لزفر : وقلتم : يقتل به . " لا يقتل مؤمن بكافر " صرتم حديثا في الناس وضحكة . قال : وما ذاك ؟ قلت : تقولون في الأشياء كلها : ادرؤوا الحدود بالشبهات ، ادرؤوا الحدود بالشبهات . فصرتم إلى أعظم الحدود فقلتم : يقام بالشبهات . قال : وما ذاك ؟ قلت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قال : إني أشهدك أني قد رجعت عنه الساعة [ ص: 113 ] قلت : كان زفر بن الهذيل من أفاضل أصحاب فلما حاجه عبد الواحد في مناظرته ، وفت في عضده بحجته ، أشهده على رجعته ، خيفة من مدع يدعي ثباته على قوله الذي سبق منه ، بعد أن تبين له أنه زلة وخطأ ، وكذلك يجب على كل من احتج عليه بالحق أن يقبله ، ويسلم له ، ولا يحمله اللجاج والجدل على التقحم في الباطل مع علمه به ، قال الله تعالى : ( أبي حنيفة ، بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ) .