[ ص: 186 ]
أرى ودكم كالورد ليس بدائم ولا خير فيمن لا يدوم له عهد وودي بكم كالآس حسنا وبهجة
له نضرة تبقى إذا فني الورد
فكتب إلي بهذه الأبيات:
شبهت ودي الورد فهو مشاكلي وهل زهر إلا وسيدها الورد
وشبهت منك الود بالآس في البقا ولم تخلف التشبيه فيك ولم تعد
فودك كالآس المرير مذاقه وليس له في الريح قبل ولا بعد
أخبرنا عبد الكبير بن عمر الخطابي بالبصرة، حدثنا ، عن أبو حاتم السجستاني قال: حدثنا الأصمعي قال: كان عيسى بن عمر، صديق، فرأى منه بعض ما يكره، فقال لأبي الأسود الدؤلي أبو الأسود:
رأيت امرءا لم أكن أبله أتاني، فقال: اتخذني خليلا
فخاللته، ثم صافيته فلم ينقص الود منه فتيلا
فراجعته، ثم عاتبته عتابا رفيقا، وقولا جميلا
فألفيته غير مستعتب ولا ذاكر الله إلا قليلا
ألست حقيقا بتوديعه وأتبع ذلك هجرا طويلا؟
قال - رضي الله عنه - : أبو حاتم والإقلال منه تستغرق فيه الجنايات العظيمة، والذنوب الكثيرة، والإكثار منه يؤدي إلى الاتهام، وسوء الرأي، فلو لم يكن في اعتذار المرء إلى أخيه خصلة تحمد إلا نفي التعجب عن النفس في الحال لكان الواجب على العاقل أن لا يفارقه الاعتذار عند كل زلة. ولقد أنشدني الاعتذار يذهب الهموم، ويجلي الأحزان، ويدفع الحقد، ويذهب الصد، الكريزي:
فانظر إلي بطرف غير ذي مرض فطال ما صح لي من طرفك النظر [ ص: 187 ]
أدرك بفضلك عظما كنت تجبره واجمع برفقك ما قد كاد ينتشر