أخبرنا محمد بن سعيد القزاز ، حدثنا ، حدثني محمد بن منصور ، عن علي بن المديني سفيان، قال: "جاء طلحة إلى عبد الجبار بن وائل وعنده قوم، فساره بشيء، ثم انصرف، فقال: أتدرون ما قال لي؟ قال: رأيتك التفت أمس، وأنت تصلي". قال - رضي الله عنه - : النصيحة إذا كانت على نعت ما وصفنا تقيم الألفة، وتؤدي حق الأخوة. أبو حاتم
فليحذر العاقل نصحه الأعداء في السر والعلانية. ولقد أنشدني وعلامة الناصح إذا أراد زينة المنصوح له أن ينصحه سرا، وعلامة من أراد شينة أن ينصحه علانية، ابن زنجي البغدادي:
فكم من عدو معلن لك نصحه علانية، والغش تحت الأضالع وكم من صديق مرشد قد عصيته
فكنت له في الرشد غير مطاوع وما الأمر إلا بالعواقب؛ إنها
سيبدو عليها كل سر وذائع
وأنشدني منصور بن محمد الكريزي:
وصاحب غير مأمون غوائله يبدي لي النصح منه وهو مشتمل
على خلاف الذي يبدي ويظهره وقد أحطت بعلمي أنه دغل
عفوت عنه انتظارا أن يثوب له عقل إليه من الزلات ينتقل
دهرا فلما بدا لي أن شيمته غش وليس له عن ذاك منتقل
تركته ترك قال لا رجوع له إلى مودته ما حنت الإبل