حدثني
محمد بن أبي علي الخلادي ، حدثني
محمد بن أبي يعقوب الربعي ، حدثنا
عبد الكريم بن محمد الموصلي ، حدثنا أبي، قال: سمعت
أبا تمام حبيب بن أوس الطائي يقول: وقفت على باب
مالك بن طوق الرحبي أشهرا، فلم أصل إليه، ولم يعلم بمكاني، فلما أردت الانصراف، قلت للحاجب: أتأذن لي إليه أم أنصرف؟ قال: أما الآن، فلا سبيل إليه، قلت: فإيصال رقعة؟ قال: لا، ولا يمكن هذا، ولكن هو خارج اليوم إلى بستان له، فاكتب الرقعة وارم بها - في موضع أرانيه الحاجب - فكتبت:
لعمري، لئن حجبتني العبيـ د عنك فلم تحجب القافيه سأرمي بها من وراء الجدا
ر شنعاء تأتيك بالداهيه [ ص: 252 ] تصم السميع وتعمي البصير
ومن بعدها تسأل العافيه
فكتبت بها، ورميت بها من المكان الذي أرانيه الحاجب، فوقعت بين يديه، فأخرجها، فنظر فيها، فقال: علي بصاحب الرقعة، فخرج الخادم، فقال: من صاحب الرقعة؟ قلت: أنا، فأدخلت عليه، فقال لي: أنت صاحب الرقعة؟ قلت: نعم، فاستنشدني، فأنشدته، فلما بلغت: ومن بعدها تسأل العافية، قال: لا، بل نسأل العافية من قبلها، ثم قال: حاجتك، فأنشأت أقول:
ماذا أقول إذا انصرفت وقيل لي: ماذا أصبت من الجواد المفصل؟
وإن قلت: أغناني، كذبت، وإن أقل ضن الجواد بماله، لم يجمل
فاختر لنفسك ما أقول، فإنني لا بد أخبرهم، وإن لم أسأل
فقال: إذا والله لا أختار إلا أحسنها، كم أقمت ببابي؟ قلت: أربعة أشهر، قال: يعطى بعدد أيامه ألوفا، فقبضت مائة وعشرين ألف درهم.
سمعت
محمد بن نصر بن نوفل بقوقل يقول: سمعت
أبا داود السنجي يقول:
nindex.php?page=treesubj&link=24714كان ببغداد رجل يقال له: ابن الهفت، فمر يوما على سائل واقف على الجسر وهو يقول: اللهم ارزق المسلمين حتى يعطوني، فقال له: تسأل ربك الحوالة؟!
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْخَلَّادِيُّ ، حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الرَّبَعِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَوْصِلِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ
أَبَا تَمَّامٍ حَبِيبَ بْنَ أَوْسٍ الطَّائِيُّ يَقُولُ: وَقَفْتُ عَلَى بَابِ
مَالِكِ بْنِ طَوْقٍ الرَّحَبِيِّ أَشْهُرًا، فَلَمْ أَصِلْ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِمَكَانِي، فَلَمَّا أَرَدْتُ الِانْصِرَافَ، قُلْتُ لِلْحَاجِبِ: أَتَأْذَنُ لِي إِلَيْهِ أَمْ أَنْصَرِفُ؟ قَالَ: أَمَّا الْآنَ، فَلَا سَبِيلَ إِلَيْهِ، قُلْتُ: فَإِيصَالُ رُقْعَةٍ؟ قَالَ: لَا، وَلَا يُمْكِنُ هَذَا، وَلَكِنْ هُوَ خَارِجٌ الْيَوْمَ إِلَى بُسْتَانٍ لَهُ، فَاكْتُبِ الرُّقْعَةَ وَارْمِ بِهَا - فِي مَوْضِعٍ أَرَانِيهِ الْحَاجِبُ - فَكَتَبْتُ:
لَعَمْرِي، لَئِنْ حَجَبَتْنِي الْعَبِيـ دُ عَنْكَ فَلَمْ تُحْجَبِ الْقَافِيهْ سَأَرْمِي بِهَا مِنْ وَرَاءِ الْجِدَا
رِ شَنْعَاءَ تَأْتِيكَ بِالدَّاهِيَهْ [ ص: 252 ] تَصَمُّ السَّمِيعَ وَتُعْمِي الْبَصِيرَ
وَمِنْ بَعْدِهَا تَسْأَلُ الْعَافِيَهْ
فَكَتَبْتُ بِهَا، وَرَمَيْتُ بِهَا مِنَ الْمَكَانِ الَّذِي أَرَانِيهِ الْحَاجِبُ، فَوَقَعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَخْرَجَهَا، فَنَظَرَ فِيهَا، فَقَالَ: عَلَيَّ بِصَاحِبِ الرُّقْعَةِ، فَخَرَجَ الْخَادِمُ، فَقَالَ: مَنْ صَاحِبُ الرُّقْعَةِ؟ قُلْتُ: أَنَا، فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: أَنْتَ صَاحِبُ الرُّقْعَةِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَاسْتَنْشَدَنِي، فَأَنْشَدْتُهُ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: وَمِنْ بَعْدِهَا تَسْأَلُ الْعَافِيَةْ، قَالَ: لَا، بَلْ نَسْأَلُ الْعَافِيَةَ مِنْ قَبْلِهَا، ثُمَّ قَالَ: حَاجَتُكَ، فَأَنْشَأْتُ أَقُولُ:
مَاذَا أَقُولُ إِذَا انْصَرَفْتُ وَقِيلَ لِي: مَاذَا أَصَبْتَ مِنَ الْجَوَادِ الْمُفَصَّلِ؟
وَإِنْ قُلْتُ: أَغْنَانِي، كَذَبْتُ، وَإِنْ أَقُلْ ضَنَّ الْجَوَادُ بِمَالِهِ، لَمْ يَجْمُلِ
فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ مَا أَقُولُ، فَإِنَّنِي لَا بُدَّ أُخْبِرُهُمْ، وَإِنْ لَمْ أُسْأَلِ
فَقَالَ: إِذًا وَاللَّهِ لَا أَخْتَارُ إِلَّا أَحْسَنَهَا، كَمْ أَقَمْتَ بِبَابِي؟ قُلْتُ: أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، قَالَ: يُعْطَى بِعَدَدِ أَيَّامِهِ أُلُوفًا، فَقَبَضْتُ مِائَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ.
سَمِعْتُ
مُحَمَّدَ بْنَ نَصْرِ بْنِ نَوْفَلٍ بِقَوْقَلَ يَقُولُ: سَمِعْتُ
أَبَا دَاوُدَ السِّنْجِيَّ يَقُولُ:
nindex.php?page=treesubj&link=24714كَانَ بِبَغْدَادَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الْهَفْتِ، فَمَرَّ يَوْمًا عَلَى سَائِلٍ وَاقِفٍ عَلَى الْجِسْرِ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ارْزُقِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى يُعْطُونِي، فَقَالَ لَهُ: تَسْأَلُ رَبَّكَ الْحَوَالَةَ؟!