قال - رضي الله عنه - : رؤساء القوم أعظمهم هموما، وأدومهم غموما، وأشغلهم قلوبا، وأشهرهم عيوبا، وأكثرهم عدوا، وأشدهم أحزانا، وأنكاهم أشجانا، وأكثرهم في القيامة حسابا، وأشدهم - إن لم يعف الله عنهم - عذابا. أبو حاتم
على ما تقدم ذكرنا له، فإن الوزير إذا غفل الأمير ذكره، وإن ذكر أعانه، وإن سولت له نفسه سيئة صده، وإن أراد طاعة نشطه، فهو المحبب له إلى الناس، والمستجلب له دعاءهم. ومن أحسن ما يستعين به السلطان على أسبابه اتخاذ وزير عفيف ناصح،
ولقد أنشدني علي بن محمد البسامي:
أمور الناس تذكير الأمير إذا نسي الأمير قضاء حق فإن الذنب فيه للوزير لأن على الوزير إذا تولى
قال - رضي الله عنه - : الواجب على كل من يغشى السلطان، وامتحن [ ص: 276 ] بصحبته أن لا يعد شتمه شتما، ولا إغلاظه إغلاظا، ولا التقصير في حقه ذنبا؛ لأن ريح العزة بسطت لسانه ويده بالغلظة، فإن أنزله الوالي منزلة رفيعة من نفسه فلا يثقن بها، وليجانب معه كلام الملق، والإكثار من الدعاء في كل وقت، وكثرة الانبساط، فرب كلمة أثارت الوحشة، بل يجتهد في توقيره، وتعظيمه عند الناس، فإن غضب فليحتل في تسكين غضبه باللين والمداراة، ولا يكون سببا لتهييجه. أبو حاتم