أخبرنا محمد بن داود الرازي ، حدثنا ، حدثنا محمد بن حميد قال " سئل ابن المبارك عقيل: ما أفضل ما أعطي العبد؟ قال: غريزة عقل، قال: فإن لم يكن؟ قال: فأدب حسن، قال: فإن لم يكن؟ قال فأخ شقيق يستشيره، قال: فإن لم يكن؟ فطول الصمت، قال فإن لم يكن؟ قال: فموت عاجل ".
قال أبو حاتم: مطبوع ومسموع، فالمطبوع منهما كالأرض، والمسموع كالبذر والماء. ولا سبيل للعقل المطبوع أن يخلص له عمل محصول دون أن يرد عليه العقل المسموع، فينبهه من رقدته، ويطلقه من مكامنه، يستخرج البذر والماء ما في قعور الأرض من كثرة الربع. العقل نوعان:
فالعقل الطبيعي من باطن الإنسان بموضع عروق الشجرة من الأرض، والعقل المسموع من ظاهره كتدلي ثمرة الشجرة من فروعها.
أنشدني محمد بن إسحاق بن حبيب الواسطي:
[ ص: 18 ]
رأيت العقل نوعين فمطبوع ومسموع ولا ينفع مسموع
إذا لم يك مطبوع كما لا تنفع الشمس
وضوء العين ممنوع