أنبأنا ، حدثنا عمرو بن محمد الغلابي ، حدثنا عن أبيه قال " كان عبيد الله بن محمد التميمي عمر بن الخطاب بمنى فعطش، فانتهى إلى عجوز، فاستسقاها ماء، فقالت: ما عندنا، فقال: لبنا، فقالت: ما عندنا، فبدرت جارية، فقالت لها: تكذبين وما تستحين؟ ثم قالت لعمر: هذا السقاء فيه لبن، فسأل عمر عن الجارية فإذا أبوها ثقفي فخطبها على فزوجها منه، فولد له منها عاصم بن عمر، أم عاصم، فتزوجها فولدت له عبد العزيز بن مروان، عمر بن عبد العزيز بن مروان، رحمة الله عليه! ".
قال رضي الله عنه: أبو حاتم كما أن الكذب يهوي به في الحالين، ولو لم يكن الصدق خصلة تحمد إلا أن المرء إذا عرف به قبل كذبه، وصار صدقا عند من يسمعه - لكان الواجب على العاقل أن يبلغ مجهوده في رياضة لسانه، حتى يستقيم له على الصدق ومجانبة الكذب والعي في بعض الأوقات خير من النطق، لأن كل كلام أخطأ صاحبه موضعه فالعي خير منه. الصدق يرفع المرء في الدارين،
[ ص: 55 ] أنشدني المنتصر بن بلال:
تحدث بصدق إن تحدثت، وليكن لكل حديث من حديثك حين فما القول إلا كالثياب، فبعضها
عليك، وبعض في التخوت مصون
وأنشدني عبد العزيز بن سليمان الأبرش :
كم من حسيب كريم كان ذا شرف قد شانه الكذب وسط الحي إن عمدا
وآخر، كان صعلوكا، فشرفه صدق الحديث وقول جانب الفندا
فصار هذا شريفا فوق صاحبه وصار هذا وضيعا تحته أبدا