أما بعد ، فإنه قد
[1] أحضر إلي طائفة من أهل السنة والجماعة كتابا صنفه بعض [ شيوخ
الرافضة في عصرنا منفقا ]
[2] لهذه البضاعة ، يدعو به
[3] إلى مذهب
الرافضة الإمامية ، من أمكنه دعوته من ولاة الأمور ، [ وغيرهم أهل الجاهلية ، ممن قلت معرفتهم ]
[4] بالعلم والدين ، ولم
[ ص: 5 ] يعرفوا أصل دين المسلمين ، وأعانه على ذلك من عادتهم إعانة [
الرافضة من المتظاهرين بالإسلام ، من ]
[5] أصناف
الباطنية الملحدين
[6] الذين هم في الباطن من الصابئة
[7] الفلاسفة الخارجين عن حقيقة
[ ص: 6 ] [ متابعة
[8] المرسلين الذين لا يوجبون اتباع ]
[9] دين الإسلام
[10] ، ولا يحرمون [ اتباع ] ما سواه
[11] من الأديان ، بل يجعلون الملل بمنزلة المذاهب ، والسياسات [ التي يسوغ اتباعها ، وأن النبوة ] نوع من السياسة العادلة التي وضعت لمصلحة العامة في الدنيا .
فإن هذا الصنف يكثرون ويظهرون [ إذا كثرت الجاهلية ، وأهلها ] ، ولم يكن هناك من أهل العلم بالنبوة ، والمتابعة لها من يظهر أنوارها الماحية لظلمة
[12] الضلال ، [ ويكشف ما في خلافها من الإفك ] ، والشرك ، والمحال .
وهؤلاء لا يكذبون بالنبوة تكذيبا مطلقا ، بل هم يؤمنون ببعض أحوالها ، ويكفرون [ ببعض الأحوال
[13] ، وهم متفاوتون فيما ] يؤمنون به ، ويكفرون به من تلك الخلال ، فلهذا يلتبس أمرهم بسبب تعظيمهم للنبوات على كثير من أهل
[14] [ الجهالات .
[ ص: 7 ] والرافضة ،
والجهمية ]
[15] هم الباب لهؤلاء الملحدين ، منهم يدخلون إلى سائر أصناف الإلحاد في أسماء الله ، وآيات [ كتابه المبين ، كما قرر ذلك ] رءوس [ الملحدة من ] القرامطة
[16] الباطنية
[17] ، وغيرهم من المنافقين .
وذكر من أحضر هذا الكتاب أنه من [ أعظم الأسباب في تقرير مذاهبهم ] عند من مال إليهم من الملوك ، وغيرهم ، وقد صنفه
[18] للملك المعروف الذي سماه فيه
[19] [
خدابنده [20] ، وطلبوا مني بيان ما في هذا ]
[ ص: 8 ] الكتاب من الضلال ، وباطل الخطاب ، لما في ذلك من نصر عباد الله المؤمنين ، وبيان [ بطلان أقوال المفترين الملحدين ] .
فأخبرتهم أن هذا الكتاب ، وإن كان من أعلى
[21] ما يقولونه في باب الحجة والدليل ، فالقوم [ من أضل الناس عن سواء السبيل ، فإن ] الأدلة إما نقلية ، وإما عقلية ، والقوم من أضل الناس في المنقول ، والمعقول في المذاهب [ والتقرير ، وهم من أشبه
[22] الناس بمن ] قال الله فيهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=10وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ) [ سورة الملك : 10 ] ، [ والقوم
[23] من أكذب الناس في النقليات ، ومن أجهل
[24] ] الناس في العقليات ، يصدقون من المنقول بما يعلم العلماء بالاضطرار
[25] أنه من [ الأباطيل ، ويكذبون بالمعلوم من الاضطرار
[26] ] المتواتر أعظم تواتر في الأمة جيلا بعد جيل ، ولا يميزون في نقلة العلم ، ورواة [ الأحاديث
[27] ] ، والأخبار
[28] [ بين المعروف بالكذب ، أو ] الغلط ، أو الجهل
[29] بما ينقل ، وبين العدل الحافظ الضابط المعروف بالعلم بالآثار
[30] .
[ ص: 9 ] [ وعمدتهم في نفس الأمر على التقليد ] ، وإن ظنوا إقامته بالبرهانيات ، فتارة يتبعون
المعتزلة ،
nindex.php?page=treesubj&link=28778_30239والقدرية [31] ، وتارة يتبعون المجسمة
[32] ، [
والجبرية [33] ، وهم من أجهل هذه الطوائف ] بالنظريات ، ولهذا كانوا عند عامة أهل العلم والدين من أجهل الطوائف الداخلين في المسلمين .
[ ص: 10 ] [ ومنهم من أدخل على الدين ] من الفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد ، فملاحدة
الإسماعيلية [34] ،
والنصيرية [35] ، وغيرهم من [
الباطنية [ ص: 11 ] المنافقين من بابهم
[36] دخلوا ] ، وأعداء المسلمين من المشركين ، وأهل الكتاب بطريقهم وصلوا ، واستولوا بهم على بلاد [ الإسلام ، وسبوا الحريم ، وأخذوا ] الأموال ، وسفكوا الدم الحرام ، وجرى على الأمة بمعاونتهم من فساد الدين والدنيا
[37] [ ما لا يعلمه إلا رب العالمين ] .
إذ كان أصل المذهب من إحداث الزنادقة المنافقين الذين عاقبهم في حياته
علي أمير المؤمنين [ رضي الله عنه ]
[38] ، فحرق منهم طائفة
[39] بالنار ، وطلب قتل بعضهم ، [ ففروا ] من سيفه البتار ، وتوعد بالجلد
[40] طائفة مفترية
[41] فيما عرف
[42] عنه من الأخبار ، ( 8 ) [ إذ قد تواتر عنه من الوجوه الكثيرة ] ( 8 )
[43] أنه قال على منبر
الكوفة ، وقد أسمع من حضر : خير [ هذه ]
[44] [ ص: 12 ] الأمة بعد نبيها
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ، ثم
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، وبذلك أجاب ابنه
[45] [
nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد ابن الحنفية ]
[46] فيما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه
nindex.php?page=showalam&ids=12070 [47] ، وغيره من علماء الملة
الحنيفية .
[ ص: 13 ] ولهذا كانت
الشيعة المتقدمون الذين صحبوا
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا ، [ أو كانوا
[48] في ذلك الزمان ] لم يتنازعوا في تفضيل
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ،
nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، وإنما كان نزاعهم في [ تفضيل ]
[49] nindex.php?page=showalam&ids=8علي ،
nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان ، وهذا مما يعترف به
[50] [ علماء
الشيعة الأكابر من ] الأوائل ، والأواخر حتى ذكر مثل ذلك
[51] أبو القاسم البلخي [52] . قال : سأل سائل
شريك بن عبد الله بن [ أبي ] نمر [53] ، [ فقال له :
[54] أيهما أفضل
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ، أو
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ؟ فقال له ] :
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ، فقال له السائل : أتقول هذا ، وأنت من
الشيعة ؟
[55] فقال : نعم إنما الشيعي [ من قال مثل هذا
[56] ، والله لقد ] رقى
nindex.php?page=showalam&ids=8علي [57] هذا الأعواد ، فقال : ألا إن خير
[58] هذه الأمة
[ ص: 14 ] بعد نبيها
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ، ثم
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، أفكنا
[59] نرد [ قوله ؟ أكنا
[60] نكذبه ؟ والله ما كان ] كذابا ! ذكر هذا [
أبو القاسم ] البلخي .
[61] في النقض على
ابن الراوندي [62] اعتراضه
[63] على
nindex.php?page=showalam&ids=13974الجاحظ [64] . نقله عنه
القاضي [ عبد الجبار الهمداني [ ص: 15 ] في كتاب ] ( تثبيت النبوة )
[65] .
أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّهُ قَدْ
[1] أَحْضَرَ إِلَيَّ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ كِتَابًا صَنَّفَهُ بَعْضُ [ شُيُوخِ
الرَّافِضَةِ فِي عَصْرِنَا مُنَفِّقًا ]
[2] لِهَذِهِ الْبِضَاعَةِ ، يَدْعُو بِهِ
[3] إِلَى مَذْهَبِ
الرَّافِضَةِ الْإِمَامِيَّةِ ، مَنْ أَمْكَنَهُ دَعْوَتُهُ مِنْ وُلَاةِ الْأُمُورِ ، [ وَغَيْرِهِمْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ ، مِمَّنْ قَلَّتَ مَعْرِفَتُهُمْ ]
[4] بِالْعِلْمِ وَالدِّينِ ، وَلَمْ
[ ص: 5 ] يَعْرِفُوا أَصْلَ دِينِ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَعَانَهُ عَلَى ذَلِكَ مَنْ عَادَتُهُمْ إِعَانَةُ [
الرَّافِضَةِ مِنَ الْمُتَظَاهِرِينَ بِالْإِسْلَامِ ، مِنْ ]
[5] أَصْنَافِ
الْبَاطِنِيَّةِ الْمُلْحِدِينَ
[6] الَّذِينَ هُمْ فِي الْبَاطِنِ مِنَ الصَّابِئَةِ
[7] الْفَلَاسِفَةِ الْخَارِجِينَ عَنْ حَقِيقَةِ
[ ص: 6 ] [ مُتَابَعَةِ
[8] الْمُرْسَلِينَ الَّذِينَ لَا يُوجِبُونَ اتِّبَاعَ ]
[9] دِينِ الْإِسْلَامِ
[10] ، وَلَا يُحَرِّمُونَ [ اتِّبَاعَ ] مَا سِوَاهُ
[11] مِنَ الْأَدْيَانِ ، بَلْ يَجْعَلُونَ الْمِلَلَ بِمَنْزِلَةِ الْمَذَاهِبِ ، وَالسِّيَاسَاتِ [ الَّتِي يَسُوغُ اتِّبَاعُهَا ، وَأَنَّ النُّبُوَّةَ ] نَوْعٌ مِنَ السِّيَاسَةِ الْعَادِلَةِ الَّتِي وُضِعَتْ لِمَصْلَحَةِ الْعَامَّةِ فِي الدُّنْيَا .
فَإِنَّ هَذَا الصِّنْفَ يَكْثُرُونَ وَيَظْهَرُونَ [ إِذَا كَثُرَتِ الْجَاهِلِيَّةُ ، وَأَهْلُهَا ] ، وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالنُّبُوَّةِ ، وَالْمُتَابَعَةِ لَهَا مَنْ يُظْهِرُ أَنْوَارَهَا الْمَاحِيَةَ لِظُلْمَةِ
[12] الضَّلَالِ ، [ وَيَكْشِفُ مَا فِي خِلَافِهَا مِنَ الْإِفْكِ ] ، وَالشِّرْكِ ، وَالْمِحَالِ .
وَهَؤُلَاءِ لَا يُكَذِّبُونَ بِالنُّبُوَّةِ تَكْذِيبًا مُطْلَقًا ، بَلْ هُمْ يُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ أَحْوَالِهَا ، وَيَكْفُرُونَ [ بِبَعْضِ الْأَحْوَالِ
[13] ، وَهُمْ مُتَفَاوِتُونَ فِيمَا ] يُؤْمِنُونَ بِهِ ، وَيَكْفُرُونَ بِهِ مِنْ تِلْكَ الْخِلَالِ ، فَلِهَذَا يَلْتَبِسُ أَمْرُهُمْ بِسَبَبِ تَعْظِيمِهِمْ لِلنُّبُوَّاتِ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ
[14] [ الْجَهَالَاتِ .
[ ص: 7 ] وَالرَّافِضَةُ ،
وَالْجَهْمِيَّةُ ]
[15] هُمُ الْبَابُ لِهَؤُلَاءِ الْمُلْحِدِينَ ، مِنْهُمْ يَدْخُلُونَ إِلَى سَائِرِ أَصْنَافِ الْإِلْحَادِ فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ ، وَآيَاتِ [ كِتَابِهِ الْمُبِينِ ، كَمَا قَرَّرَ ذَلِكَ ] رُءُوسُ [ الْمُلْحِدَةِ مِنَ ] الْقَرَامِطَةِ
[16] الْبَاطِنِيَّةِ
[17] ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ .
وَذَكَرَ مَنْ أَحْضَرَ هَذَا الْكِتَابَ أَنَّهُ مِنْ [ أَعْظَمِ الْأَسْبَابِ فِي تَقْرِيرِ مَذَاهِبِهِمْ ] عِنْدَ مَنْ مَالَ إِلَيْهِمْ مِنَ الْمُلُوكِ ، وَغَيْرِهِمْ ، وَقَدْ صَنَّفَهُ
[18] لِلْمَلِكِ الْمَعْرُوفِ الَّذِي سَمَّاهُ فِيهِ
[19] [
خَدَابَنْدَهْ [20] ، وَطَلَبُوا مِنِّي بَيَانَ مَا فِي هَذَا ]
[ ص: 8 ] الْكِتَابِ مِنَ الضَّلَالِ ، وَبَاطِلِ الْخِطَابِ ، لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ نَصْرِ عِبَادِ اللَّهِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَبَيَانِ [ بُطْلَانِ أَقْوَالِ الْمُفْتَرِينَ الْمُلْحِدِينَ ] .
فَأَخْبَرْتُهُمْ أَنَّ هَذَا الْكِتَابَ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَعْلَى
[21] مَا يَقُولُونَهُ فِي بَابِ الْحُجَّةِ وَالدَّلِيلِ ، فَالْقَوْمُ [ مِنْ أَضَلِّ النَّاسِ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ، فَإِنَّ ] الْأَدِلَّةَ إِمَّا نَقْلِيَّةٌ ، وَإِمَّا عَقْلِيَّةٌ ، وَالْقَوْمُ مِنْ أَضَلِّ النَّاسِ فِي الْمَنْقُولِ ، وَالْمَعْقُولِ فِي الْمَذَاهِبِ [ وَالتَّقْرِيرِ ، وَهُمْ مِنْ أَشْبَهِ
[22] النَّاسِ بِمَنْ ] قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=10وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) [ سُورَةُ الْمُلْكِ : 10 ] ، [ وَالْقَوْمُ
[23] مِنْ أَكْذَبِ النَّاسِ فِي النَّقْلِيَّاتِ ، وَمِنْ أَجْهَلِ
[24] ] النَّاسِ فِي الْعَقْلِيَّاتِ ، يُصَدِّقُونَ مِنَ الْمَنْقُولِ بِمَا يَعْلَمُ الْعُلَمَاءُ بِالِاضْطِرَارِ
[25] أَنَّهُ مِنَ [ الْأَبَاطِيلِ ، وَيُكَذِّبُونَ بِالْمَعْلُومِ مِنَ الِاضْطِرَارِ
[26] ] الْمُتَوَاتِرِ أَعْظَمَ تَوَاتُرٍ فِي الْأُمَّةِ جِيلًا بَعْدَ جِيلٍ ، وَلَا يُمَيِّزُونَ فِي نَقَلَةِ الْعِلْمِ ، وَرُوَاةِ [ الْأَحَادِيثِ
[27] ] ، وَالْأَخْبَارِ
[28] [ بَيْنَ الْمَعْرُوفِ بِالْكَذِبِ ، أَوِ ] الْغَلَطِ ، أَوِ الْجَهْلِ
[29] بِمَا يُنْقَلُ ، وَبَيْنَ الْعَدْلِ الْحَافِظِ الضَّابِطِ الْمَعْرُوفِ بِالْعِلْمِ بِالْآثَارِ
[30] .
[ ص: 9 ] [ وَعُمْدَتُهُمْ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ عَلَى التَّقْلِيدِ ] ، وَإِنْ ظَنُّوا إِقَامَتَهُ بِالْبُرْهَانِيَّاتِ ، فَتَارَةً يَتَّبِعُونَ
الْمُعْتَزِلَةَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=28778_30239وَالْقَدَرِيَّةَ [31] ، وَتَارَةً يَتَّبِعُونَ الْمُجَسِّمَةَ
[32] ، [
وَالْجَبْرِيَّةُ [33] ، وَهُمْ مِنْ أَجْهَلِ هَذِهِ الطَّوَائِفِ ] بِالنَّظَرِيَّاتِ ، وَلِهَذَا كَانُوا عِنْدَ عَامَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ مِنْ أَجْهَلِ الطَّوَائِفِ الدَّاخِلِينَ فِي الْمُسْلِمِينَ .
[ ص: 10 ] [ وَمِنْهُمْ مَنْ أَدْخَلَ عَلَى الدِّينِ ] مِنَ الْفَسَادِ مَا لَا يُحْصِيهِ إِلَّا رَبُّ الْعِبَادِ ، فَمَلَاحِدَةُ
الْإِسْمَاعِيلِيَّةِ [34] ،
وَالنُّصَيْرِيَّةُ [35] ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ [
الْبَاطِنِيَّةِ [ ص: 11 ] الْمُنَافِقِينَ مِنْ بَابِهِمْ
[36] دَخَلُوا ] ، وَأَعْدَاءُ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَأَهْلِ الْكِتَابِ بِطَرِيقِهِمْ وَصَلُوا ، وَاسْتَوْلَوْا بِهِمْ عَلَى بِلَادِ [ الْإِسْلَامِ ، وَسَبَوُا الْحَرِيمَ ، وَأَخَذُوا ] الْأَمْوَالَ ، وَسَفَكُوا الدَّمَ الْحَرَامَ ، وَجَرَى عَلَى الْأُمَّةِ بِمُعَاوَنَتِهِمْ مِنْ فَسَادِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا
[37] [ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا رَبُّ الْعَالَمِينَ ] .
إِذْ كَانَ أَصْلُ الْمَذْهَبِ مِنْ إِحْدَاثِ الزَّنَادِقَةِ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ عَاقَبَهُمْ فِي حَيَاتِهِ
عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]
[38] ، فَحَرَّقَ مِنْهُمْ طَائِفَةً
[39] بِالنَّارِ ، وَطَلَبَ قَتْلَ بَعْضِهِمْ ، [ فَفَرُّوا ] مِنْ سَيْفِهِ الْبَتَّارِ ، وَتَوَعَّدَ بِالْجَلْدِ
[40] طَائِفَةً مُفْتَرِيَةً
[41] فِيمَا عُرِفَ
[42] عَنْهُ مِنَ الْأَخْبَارِ ، ( 8 ) [ إِذْ قَدْ تَوَاتَرَ عَنْهُ مِنَ الْوُجُوهِ الْكَثِيرَةِ ] ( 8 )
[43] أَنَّهُ قَالَ عَلَى مِنْبَرِ
الْكُوفَةِ ، وَقَدْ أَسْمَعَ مَنْ حَضَرَ : خَيْرُ [ هَذِهِ ]
[44] [ ص: 12 ] الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ ، وَبِذَلِكَ أَجَابَ ابْنَهُ
[45] [
nindex.php?page=showalam&ids=12691مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ ]
[46] فِيمَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070 [47] ، وَغَيْرُهُ مِنْ عُلَمَاءِ الْمِلَّةِ
الْحَنِيفِيَّةِ .
[ ص: 13 ] وَلِهَذَا كَانَتِ
الشِّيعَةُ الْمُتَقَدِّمُونَ الَّذِينَ صَحِبُوا
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا ، [ أَوْ كَانُوا
[48] فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ ] لَمْ يَتَنَازَعُوا فِي تَفْضِيلِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ ، وَإِنَّمَا كَانَ نِزَاعُهُمْ فِي [ تَفْضِيلِ ]
[49] nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=7وَعُثْمَانَ ، وَهَذَا مِمَّا يَعْتَرِفُ بِهِ
[50] [ عُلَمَاءُ
الشِّيعَةِ الْأَكَابِرُ مِنَ ] الْأَوَائِلِ ، وَالْأَوَاخِرِ حَتَّى ذَكَرَ مِثْلَ ذَلِكَ
[51] أَبُو الْقَاسِمِ الْبَلْخِيُّ [52] . قَالَ : سَأَلَ سَائِلٌ
شَرِيكَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [ أَبِي ] نَمِرٍ [53] ، [ فَقَالَ لَهُ :
[54] أَيُّهُمَا أَفْضَلُ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ ، أَوْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ ؟ فَقَالَ لَهُ ] :
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ لَهُ السَّائِلُ : أَتَقُولُ هَذَا ، وَأَنْتَ مِنَ
الشِّيعَةِ ؟
[55] فَقَالَ : نَعَمْ إِنَّمَا الشِّيعِيُّ [ مَنْ قَالَ مِثْلَ هَذَا
[56] ، وَاللَّهِ لَقَدْ ] رَقَى
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ [57] هَذَا الْأَعْوَادَ ، فَقَالَ : أَلَا إِنَّ خَيْرَ
[58] هَذِهِ الْأُمَّةِ
[ ص: 14 ] بَعْدَ نَبِيِّهَا
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ ، أَفَكُنَّا
[59] نَرُدُّ [ قَوْلَهُ ؟ أَكُنَّا
[60] نُكَذِّبُهُ ؟ وَاللَّهِ مَا كَانَ ] كَذَّابًا ! ذَكَرَ هَذَا [
أَبُو الْقَاسِمِ ] الْبَلْخِيُّ .
[61] فِي النَّقْضِ عَلَى
ابْنِ الرَّاوَنْدِيِّ [62] اعْتِرَاضَهُ
[63] عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=13974الْجَاحِظِ [64] . نَقَلَهُ عَنْهُ
الْقَاضِيَ [ عَبْدُ الْجَبَّارِ الْهَمْدَانِيُّ [ ص: 15 ] فِي كِتَابِ ] ( تَثْبِيتِ النُّبُوَّةِ )
[65] .