[ ص: 482 ] ( فصل )
[1] ثم قال هذا
الإمامي :
[2] " أما باقي المسلمين فقد ذهبوا كل مذهب ،
nindex.php?page=treesubj&link=28831_28712فقال بعضهم - وهم جماعة الأشاعرة - إن القدماء كثيرون [3] مع الله تعالى : هي المعاني يثبتونها
[4] موجودة في الخارج كالقدرة والعلم وغير ذلك ، فجعلوه تعالى مفتقرا في كونه عالما إلى ثبوت معنى هو العلم ، وفي كونه قادرا إلى ثبوت معنى هو القدرة وغير ذلك ، ولم يجعلوه قادرا لذاته [ ولا عالما لذاته ]
[5] ، ولا حيا لذاته
[6] ، بل لمعان قديمة يفتقر في هذه الصفات إليها ، فجعلوه محتاجا ناقصا في ذاته
[7] ، كاملا بغيره ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ! [ ولا
[8] يقولون : هذه الصفات ذاتية
[9] ] . واعترض شيخهم
فخر الدين الرازي عليهم بأن قال : إن
النصارى كفروا بأن قالوا
[10] : القدماء ثلاثة ،
والأشاعرة أثبتوا قدماء تسعة " .
[ ص: 483 ] فيقال : الكلام على هذا من وجوه :
[ ص: 482 ] ( فَصْلٌ )
[1] ثُمَّ قَالَ هَذَا
الْإِمَامِيُّ :
[2] " أَمَّا بَاقِي الْمُسْلِمِينَ فَقَدْ ذَهَبُوا كُلَّ مَذْهَبٍ ،
nindex.php?page=treesubj&link=28831_28712فَقَالَ بَعْضُهُمْ - وَهُمْ جَمَاعَةُ الْأَشَاعِرَةِ - إِنَّ الْقُدَمَاءَ كَثِيرُونَ [3] مَعَ اللَّهِ تَعَالَى : هِيَ الْمَعَانِي يُثْبِتُونَهَا
[4] مَوْجُودَةٌ فِي الْخَارِجِ كَالْقُدْرَةِ وَالْعِلْمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، فَجَعَلُوهُ تَعَالَى مُفْتَقِرًا فِي كَوْنِهِ عَالِمًا إِلَى ثُبُوتِ مَعْنًى هُوَ الْعِلْمُ ، وَفِي كَوْنِهِ قَادِرًا إِلَى ثُبُوتِ مَعْنًى هُوَ الْقُدْرَةُ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، وَلَمْ يَجْعَلُوهُ قَادِرًا لِذَاتِهِ [ وَلَا عَالِمًا لِذَاتِهِ ]
[5] ، وَلَا حَيًّا لِذَاتِهِ
[6] ، بَلْ لِمَعَانٍ قَدِيمَةٍ يَفْتَقِرُ فِي هَذِهِ الصِّفَاتِ إِلَيْهَا ، فَجَعَلُوهُ مُحْتَاجًا نَاقِصًا فِي ذَاتِهِ
[7] ، كَامِلًا بِغَيْرِهِ ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا ! [ وَلَا
[8] يَقُولُونَ : هَذِهِ الصِّفَاتُ ذَاتِيَّةٌ
[9] ] . وَاعْتَرَضَ شَيْخُهُمْ
فَخْرُ الدِّينِ الرَّازِيُّ عَلَيْهِمْ بِأَنْ قَالَ : إِنَّ
النَّصَارَى كَفَرُوا بِأَنْ قَالُوا
[10] : الْقُدَمَاءُ ثَلَاثَةٌ ،
وَالْأَشَاعِرَةُ أَثْبَتُوا قُدَمَاءَ تِسْعَةً " .
[ ص: 483 ] فَيُقَالُ : الْكَلَامُ عَلَى هَذَا مِنْ وُجُوهٍ :