فصل
قال الرافضي :
[1] " الرابع عشر : أن
nindex.php?page=treesubj&link=28833_31270 nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان فعل أمورا لا يجوز فعلها ، حتى أنكر عليه المسلمون كافة ، واجتمعوا على قتله أكثر من اجتماعهم على إمامته وإمامة صاحبيه " .
[ ص: 313 ] والجواب من وجوه : أحدها أن هذا من أظهر الكذب ، فإن الناس كلهم بايعوا
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان في
المدينة وفي جميع الأمصار ، لم يختلف في إمامته
[2] اثنان ، ولا تخلف عنها أحد ، ولهذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد وغيره : إنها كانت أوكد من غيرها
[3] باتفاقهم عليها .
وأما الذين قتلوه فنفر قليل ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير : يعيب قتلة
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان : " خرجوا عليه كاللصوص من وراء القرية ، فقتلهم الله كل قتلة ، ونجا من نجا منهم تحت بطون الكواكب " يعني هربوا ليلا .
ومعلوم بالتواتر أن أهل الأمصار لم يشهدوا قتله فلم يقتله بقدر من بايعه ، وأكثر
أهل المدينة لم يقتلوه ، ولا أحد من السابقين الأولين دخل في قتله كما دخلوا في بيعته ، بل الذين قتلوه أقل من عشر معشار من بايعه ، فكيف يقال إن اجتماعهم على قتله كان أكثر من اجتماعهم على بيعته ؟ ! لا يقول هذا إلا من هو من أجهل الناس بأحوالهم ، وأعظمهم تعمدا للكذب عليهم .
الثاني : أن يقال : الذين أنكروا على
nindex.php?page=showalam&ids=8علي وقاتلوه أكثر بكثير من الذين أنكروا على
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان وقتلوه ، فإن
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا قاتله بقدر الذين قتلوا
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان أضعافا مضاعفة وقطعه كثير من عسكره : خرجوا عليه وكفروه ، وقالوا : أنت ارتددت عن الإسلام ، لا نرجع إلى طاعتك حتى تعود إلى الإسلام .
[ ص: 314 ] ثم إن واحدا من هؤلاء قتله قتل مستحل لقتله متقرب إلى الله بقتله معتقدا فيه أقبح مما اعتقده قتلة
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان فيه .
فإن الذين خرجوا على
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان لم يكونوا مظهرين لكفره ، وإنما كانوا يدعون الظلم وأما
الخوارج فكانوا
[4] يجهرون بكفر
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، وهم أكثر من السرية التي قدمت
المدينة لحصار
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان حتى قتل .
فإن كان هذا حجة في القدح في
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان كان ذلك حجة في القدح في
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بطريق الأولى ، والتحقيق أن كليهما
[5] حجة باطلة ، لكن القادح في
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بمن قتله أدحض حجة من القادح في
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بمن قاتله ، فإن المخالفين
nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي المقاتلين له كانوا أضعاف المقاتلين
nindex.php?page=showalam&ids=7لعثمان ، بل الذين قاتلوا
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا كانوا أفضل باتفاق المسلمين من الذين حاصروا
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان وقتلوه ، وكان في المقاتلين
[6] nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي أهل زهد وعبادة ، ولم يكن قتلة
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان لا في الديانة ولا في إظهار تكفيره مثلهم ، ومع هذا
nindex.php?page=showalam&ids=8فعلي خليفة راشد والذين استحلوا دمه ظالمون معتدون
nindex.php?page=showalam&ids=7فعثمان أولى بذلك من
nindex.php?page=showalam&ids=8علي .
الثالث : أن يقال : قد علم بالتواتر أن
nindex.php?page=treesubj&link=31277المسلمين كلهم اتفقوا على مبايعة nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان لم يتخلف عن بيعته أحد مع أن بيعة الصديق تخلف عنها
nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة ، ومات ولم يبايعه ولا بايع
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، ومات في خلافة
[ ص: 315 ] nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، ولم يكن تخلف
سعد عنها قادحا فيها ، لأن
سعدا لم يقدح في الصديق ولا في أنه أفضل
المهاجرين ، بل كان هذا معلوما عندهم ، لكن طلب أن يكون من
الأنصار أمير .
وقد ثبت بالنصوص المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=13759الأئمة من قريش "
[7] فكان ما ظنه
سعد خطأ مخالفا للنص المعلوم ، فعلم أن تخلفه خطأ بالنص ، ( 2 وإذا علم الخطأ بالنص 2 )
[8] لم يحتج فيه إلى الإجماع .
وأما بيعة
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان فلم يتخلف عنها أحد مع كثرة المسلمين وانتشارهم من
إفريقية إلى
خراسان ، ومن
سواحل الشام إلى
أقصى اليمن ، ومع كونهم كانوا ظاهرين على عدوهم من المشركين وأهل الكتاب يقاتلونهم ، وهي في زيادة فتح وانتصار ، ودوام دولة ، ودوام المسلمين على مبايعته والرضا عنه ست سنين نصف خلافته ، معظمين له مادحين له ، لا يظهر من أحد منهم التكلم فيه بسوء .
ثم بعد هذا صار يتكلم فيه بعضهم ، وجمهورهم لا يتكلم فيه إلا بخير وكانت قد طالت عليهم إمارته ، فإنه بقي اثنتي عشرة سنة لم تدم خلافة أحد من الأربعة ما دامت خلافته ، فإن خلافة
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق كانت سنتين وبعض الثالثة ، وخلافة
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر عشر سنين وبعض الأخرى ، وخلافة
nindex.php?page=showalam&ids=8علي أربع سنين وبعض الخامسة ، ونشأ في خلافته من دخل في الإسلام
[ ص: 316 ] كرها فكان منافقا مثل
ابن سبأ وأمثاله ، وهم الذين سعوا في الفتنة بقتله .
وفي المؤمنين من يسمع المنافقين كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم ) [ سورة التوبة : 47 ] أي : وفيكم من يسمع
[9] منهم فيستجيب لهم ، ويقبل منهم لأنهم يلبسون عليه .
وهكذا فعل أولئك المنافقون : لبسوا على بعض من كان عندهم يحب
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ويبغض من كان يبغضه حتى تقاعد بعض الناس عن نصره .
وكان الذين اجتمعوا على قتله عامتهم من أوباش القبائل ممن لا يعرف له في الإسلام ذكر بخير ولولا الفتنة لما ذكروا .
وأما
nindex.php?page=showalam&ids=8علي فمن حين تولى تخلف عن بيعته قريب من نصف المسلمين من السابقين الأولين من
المهاجرين والأنصار وغيرهم ، ممن قعد عنه فلم يقاتل معه ، ولا قاتله مثل
nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=80ومحمد بن مسلمة ومنهم من قاتله
[10] .
ثم كثير من الذين بايعوه رجعوا عنه منهم من كفره واستحل دمه ، ومنهم من ذهب إلى
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية كعقيل أخيه وأمثاله .
[ ص: 317 ] ولم تزل شيعة
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان القادحين في
nindex.php?page=showalam&ids=8علي تحتج بهذا على أن
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا لم يكن خليفة راشدا وما كانت
[11] حجتهم أعظم من حجة
الرافضة ، فإذا
[12] كانت حجتهم داحضة
nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي قتل مظلوما
nindex.php?page=showalam&ids=7فعثمان أولى بذلك .
فَصْلٌ
قَالَ الرَّافِضِيُّ :
[1] " الرَّابِعَ عَشَرَ : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28833_31270 nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ فَعَلَ أُمُورًا لَا يَجُوزُ فِعْلُهَا ، حَتَّى أَنْكَرَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ كَافَّةً ، وَاجْتَمَعُوا عَلَى قَتْلِهِ أَكْثَرَ مِنِ اجْتِمَاعِهِمْ عَلَى إِمَامَتِهِ وَإِمَامَةِ صَاحِبَيْهِ " .
[ ص: 313 ] وَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ : أَحَدُهَا أَنَّ هَذَا مِنْ أَظْهَرِ الْكَذِبِ ، فَإِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ بَايَعُوا
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ فِي
الْمَدِينَةِ وَفِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ ، لَمْ يَخْتَلِفْ فِي إِمَامَتِهِ
[2] اثْنَانِ ، وَلَا تَخَلَّفَ عَنْهَا أَحَدٌ ، وَلِهَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ : إِنَّهَا كَانَتْ أَوْكَدَ مِنْ غَيْرِهَا
[3] بِاتِّفَاقِهِمْ عَلَيْهَا .
وَأَمَّا الَّذِينَ قَتَلُوهُ فَنَفَرٌ قَلِيلٌ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16414ابْنُ الزُّبَيْرِ : يَعِيبُ قَتَلَةَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ : " خَرَجُوا عَلَيْهِ كَاللُّصُوصِ مِنْ وَرَاءِ الْقَرْيَةِ ، فَقَتَلَهُمُ اللَّهُ كُلَّ قِتْلَةٍ ، وَنَجَا مَنْ نَجَا مِنْهُمْ تَحْتَ بُطُونِ الْكَوَاكِبِ " يَعْنِي هَرَبُوا لَيْلًا .
وَمَعْلُومٌ بِالتَّوَاتُرِ أَنَّ أَهْلَ الْأَمْصَارِ لَمْ يَشْهَدُوا قَتْلَهُ فَلَمْ يَقْتُلْهُ بِقَدْرِ مَنْ بَايَعَهُ ، وَأَكْثَرُ
أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَمْ يَقْتُلُوهُ ، وَلَا أَحَدٌ مِنَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ دَخَلَ فِي قَتْلِهِ كَمَا دَخَلُوا فِي بَيْعَتِهِ ، بَلِ الَّذِينَ قَتَلُوهُ أَقَلُّ مِنْ عُشْرِ مِعْشَارِ مَنْ بَايَعَهُ ، فَكَيْفَ يُقَالُ إِنَّ اجْتِمَاعَهُمْ عَلَى قَتْلِهِ كَانَ أَكْثَرَ مِنِ اجْتِمَاعِهِمْ عَلَى بَيْعَتِهِ ؟ ! لَا يَقُولُ هَذَا إِلَّا مَنْ هُوَ مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ بِأَحْوَالِهِمْ ، وَأَعْظَمِهِمْ تَعَمُّدًا لِلْكَذِبِ عَلَيْهِمْ .
الثَّانِي : أَنْ يُقَالَ : الَّذِينَ أَنْكَرُوا عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ وَقَاتَلُوهُ أَكْثَرُ بِكَثِيرٍ مِنَ الَّذِينَ أَنْكَرُوا عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ وَقَتَلُوهُ ، فَإِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا قَاتَلَهُ بِقَدْرِ الَّذِينَ قَتَلُوا
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَقَطَعَهُ كَثِيرٌ مِنْ عَسْكَرِهِ : خَرَجُوا عَلَيْهِ وَكَفَّرُوهُ ، وَقَالُوا : أَنْتَ ارْتَدَدْتَ عَنِ الْإِسْلَامِ ، لَا نَرْجِعُ إِلَى طَاعَتِكَ حَتَّى تَعُودَ إِلَى الْإِسْلَامِ .
[ ص: 314 ] ثُمَّ إِنَّ وَاحِدًا مِنْ هَؤُلَاءِ قَتَلَهُ قَتْلَ مُسْتَحِلٍّ لِقَتْلِهِ مُتَقَرِّبٍ إِلَى اللَّهِ بِقَتْلِهِ مُعْتَقِدًا فِيهِ أَقْبَحَ مِمَّا اعْتَقَدَهُ قَتَلَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ فِيهِ .
فَإِنَّ الَّذِينَ خَرَجُوا عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ لَمْ يَكُونُوا مُظْهِرِينَ لِكُفْرِهِ ، وَإِنَّمَا كَانُوا يَدَّعُونَ الظُّلْمَ وَأَمَّا
الْخَوَارِجُ فَكَانُوا
[4] يَجْهَرُونَ بِكُفْرِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ ، وَهُمْ أَكْثَرُ مِنَ السَّرِيَّةِ الَّتِي قَدِمَتِ
الْمَدِينَةَ لِحِصَارِ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ حَتَّى قُتِلَ .
فَإِنْ كَانَ هَذَا حُجَّةً فِي الْقَدْحِ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ كَانَ ذَلِكَ حُجَّةً فِي الْقَدْحِ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى ، وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ كِلَيْهِمَا
[5] حُجَّةٌ بَاطِلَةٌ ، لَكِنَّ الْقَادِحَ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ بِمَنْ قَتَلَهُ أَدْحَضُ حُجَّةً مِنَ الْقَادِحِ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ بِمَنْ قَاتَلَهُ ، فَإِنَّ الْمُخَالِفِينَ
nindex.php?page=showalam&ids=8لِعَلِيٍّ الْمُقَاتِلِينَ لَهُ كَانُوا أَضْعَافَ الْمُقَاتِلِينَ
nindex.php?page=showalam&ids=7لِعُثْمَانَ ، بَلِ الَّذِينَ قَاتَلُوا
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا كَانُوا أَفْضَلَ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الَّذِينَ حَاصَرُوا
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ وَقَتَلُوهُ ، وَكَانَ فِي الْمُقَاتِلِينَ
[6] nindex.php?page=showalam&ids=8لِعَلِيٍّ أَهْلُ زُهْدٍ وَعِبَادَةٍ ، وَلَمْ يَكُنْ قَتَلَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ لَا فِي الدِّيَانَةِ وَلَا فِي إِظْهَارِ تَكْفِيرِهِ مِثْلَهُمْ ، وَمَعَ هَذَا
nindex.php?page=showalam&ids=8فَعَلِيٌّ خَلِيفَةٌ رَاشِدٌ وَالَّذِينَ اسْتَحَلُّوا دَمَهُ ظَالِمُونَ مُعْتَدُونَ
nindex.php?page=showalam&ids=7فَعُثْمَانُ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ .
الثَّالِثُ : أَنْ يُقَالَ : قَدْ عُلِمَ بِالتَّوَاتُرِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31277الْمُسْلِمِينَ كُلَّهُمُ اتَّفَقُوا عَلَى مُبَايَعَةِ nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ بَيْعَتِهِ أَحَدٌ مَعَ أَنَّ بَيْعَةَ الصِّدِّيقِ تَخَلَّفَ عَنْهَا
nindex.php?page=showalam&ids=228سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، وَمَاتَ وَلَمْ يُبَايِعْهُ وَلَا بَايَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ ، وَمَاتَ فِي خِلَافَةِ
[ ص: 315 ] nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ ، وَلَمْ يَكُنْ تَخَلُّفُ
سَعْدٍ عَنْهَا قَادِحًا فِيهَا ، لِأَنَّ
سَعْدًا لَمْ يَقْدَحْ فِي الصِّدِّيقِ وَلَا فِي أَنَّهُ أَفْضَلُ
الْمُهَاجِرِينَ ، بَلْ كَانَ هَذَا مَعْلُومًا عِنْدَهُمْ ، لَكِنْ طَلَبَ أَنْ يَكُونَ مِنَ
الْأَنْصَارِ أَمِيرٌ .
وَقَدْ ثَبَتَ بِالنُّصُوصِ الْمُتَوَاتِرَةِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=13759الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ "
[7] فَكَانَ مَا ظَنَّهُ
سَعْدٌ خَطَأً مُخَالِفًا لِلنَّصِّ الْمَعْلُومِ ، فَعُلِمَ أَنَّ تَخَلُّفَهُ خَطَأٌ بِالنَّصِّ ، ( 2 وَإِذَا عُلِمَ الْخَطَأُ بِالنَّصِّ 2 )
[8] لَمْ يُحْتَجْ فِيهِ إِلَى الْإِجْمَاعِ .
وَأَمَّا بَيْعَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ فَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْهَا أَحَدٌ مَعَ كَثْرَةِ الْمُسْلِمِينَ وَانْتِشَارِهِمْ مِنْ
إِفْرِيقِيَّةَ إِلَى
خُرَاسَانَ ، وَمِنْ
سَوَاحِلِ الشَّامِ إِلَى
أَقْصَى الْيَمَنِ ، وَمَعَ كَوْنِهِمْ كَانُوا ظَاهِرِينَ عَلَى عَدُوِّهِمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ يُقَاتِلُونَهُمْ ، وَهِيَ فِي زِيَادَةِ فَتْحٍ وَانْتِصَارٍ ، وَدَوَامِ دَوْلَةٍ ، وَدَوَامِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مُبَايَعَتِهِ وَالرِّضَا عَنْهُ سِتَّ سِنِينَ نِصْفَ خِلَافَتِهِ ، مُعَظِّمِينَ لَهُ مَادِحِينَ لَهُ ، لَا يَظْهَرُ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمُ التَّكَلُّمُ فِيهِ بِسُوءٍ .
ثُمَّ بَعْدَ هَذَا صَارَ يَتَكَلَّمُ فِيهِ بَعْضُهُمْ ، وَجُمْهُورُهُمْ لَا يَتَكَلَّمُ فِيهِ إِلَّا بِخَيْرٍ وَكَانَتْ قَدْ طَالَتْ عَلَيْهِمْ إِمَارَتُهُ ، فَإِنَّهُ بَقِيَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً لَمْ تَدُمْ خِلَافَةُ أَحَدٍ مِنَ الْأَرْبَعَةِ مَا دَامَتْ خِلَافَتُهُ ، فَإِنَّ خِلَافَةَ
nindex.php?page=showalam&ids=1الصِّدِّيقِ كَانَتْ سَنَتَيْنِ وَبَعْضَ الثَّالِثَةِ ، وَخِلَافَةَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ عَشْرَ سِنِينَ وَبَعْضَ الْأُخْرَى ، وَخِلَافَةَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ أَرْبَعَ سِنِينَ وَبَعْضَ الْخَامِسَةِ ، وَنَشَأَ فِي خِلَافَتِهِ مَنْ دَخَلَ فِي الْإِسْلَامِ
[ ص: 316 ] كُرْهًا فَكَانَ مُنَافِقًا مِثْلَ
ابْنِ سَبَأٍ وَأَمْثَالِهِ ، وَهُمُ الَّذِينَ سَعَوْا فِي الْفِتْنَةِ بِقَتْلِهِ .
وَفِي الْمُؤْمِنِينَ مَنْ يَسْمَعُ الْمُنَافِقِينَ كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ) [ سُورَةُ التَّوْبَةِ : 47 ] أَيْ : وَفِيكُمْ مَنْ يَسْمَعُ
[9] مِنْهُمْ فَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ ، وَيَقْبَلُ مِنْهُمْ لِأَنَّهُمْ يُلَبِّسُونَ عَلَيْهِ .
وَهَكَذَا فَعَلَ أُولَئِكَ الْمُنَافِقُونَ : لَبَّسُوا عَلَى بَعْضِ مَنْ كَانَ عِنْدَهُمْ يُحِبُّ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ وَيَبْغَضُ مَنْ كَانَ يَبْغَضُهُ حَتَّى تَقَاعَدَ بَعْضُ النَّاسِ عَنْ نَصْرِهِ .
وَكَانَ الَّذِينَ اجْتَمَعُوا عَلَى قَتْلِهِ عَامَّتُهُمْ مِنْ أَوْبَاشِ الْقَبَائِلِ مِمَّنْ لَا يُعْرَفُ لَهُ فِي الْإِسْلَامِ ذِكْرٌ بِخَيْرٍ وَلَوْلَا الْفِتْنَةُ لَمَا ذُكِرُوا .
وَأَمَّا
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ فَمِنْ حِينِ تَوَلَّى تَخَلَّفَ عَنْ بَيْعَتِهِ قَرِيبٌ مِنْ نِصْفِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَغَيْرِهِمْ ، مِمَّنْ قَعَدَ عَنْهُ فَلَمْ يُقَاتِلْ مَعَهُ ، وَلَا قَاتَلَهُ مِثْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=111أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=12وَابْنِ عُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=80وَمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ وَمِنْهُمْ مَنْ قَاتَلَهُ
[10] .
ثُمَّ كَثِيرٌ مِنَ الَّذِينَ بَايَعُوهُ رَجَعُوا عَنْهُ مِنْهُمْ مَنْ كَفَّرَهُ وَاسْتَحَلَّ دَمَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ ذَهَبَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةَ كَعَقِيلٍ أَخِيهِ وَأَمْثَالِهِ .
[ ص: 317 ] وَلَمْ تَزَلْ شِيعَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ الْقَادِحِينَ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ تَحْتَجُّ بِهَذَا عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا لَمْ يَكُنْ خَلِيفَةً رَاشِدًا وَمَا كَانَتْ
[11] حُجَّتُهُمْ أَعْظَمَ مِنْ حُجَّةِ
الرَّافِضَةِ ، فَإِذَا
[12] كَانَتْ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةً
nindex.php?page=showalam&ids=8وَعَلِيٌّ قُتِلَ مَظْلُومًا
nindex.php?page=showalam&ids=7فَعُثْمَانُ أَوْلَى بِذَلِكَ .