الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      معلومات الكتاب

      معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول

      الحكمي - حافظ بن أحمد الحكمي

      صفحة جزء
      وأما الأحاديث فمنها قوله صلى الله عليه وسلم : " الإيمان بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان " .

      وقوله صلى الله عليه وسلم : " بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في [ ص: 648 ] الدنيا فهو كفارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه " قال عبادة بن الصامت : فبايعناه على ذلك .

      وقوله صلى الله عليه وسلم : " من يبايعني على هذه الثلاثة الآيات : ( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا ) ( الأنعام : 151 ) الآيات .

      وقوله صلى الله عليه وسلم لمعاوية بن حيدة لما قال له : " ما الذي بعثك الله به ؟ قال : الإسلام . قلت : وما الإسلام ؟ قال : أن تسلم قلبك لله تعالى ، وأن توجه وجهك لله ، وأن تصلي الصلاة المكتوبة ، وتؤدي الزكاة المفروضة " . وفي رواية قال : " وما آية الإسلام ؟ قال : أن تقول أسلمت وجهي لله وتخليت ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وكل المسلم على المسلم حرام " .

      وقوله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم : إخلاص العمل لله ، ومناصحة ولاة الأمور ، ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم " . وقوله صلى الله عليه وسلم في جواب : أي المسلمين أفضل ؟ قال : " من سلم المسلمون من لسانه ويده " .

      [ ص: 649 ] وقوله صلى الله عليه وسلم : " لا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا . المسلم أخو المسلم لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يحقره . التقوى ها هنا - وأشار إلى صدره ثلاثا - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم " .

      وقوله صلى الله عليه وسلم : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه " .

      وقوله صلى الله عليه وسلم في جواب من قال أي الإسلام خير ؟ قال : " أن تطعم الطعام ، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف " .

      وقوله صلى الله عليه وسلم : " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " .

      وقوله صلى الله عليه وسلم في جواب من سأله : قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك . قال : " قل آمنت بالله ثم استقم " .

      وقوله صلى الله عليه وسلم : " ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا " .

      [ ص: 650 ] وقوله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار " .

      وقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " وفي رواية : " من أهله وماله " .

      وفي حديث أبي رزين قال : قلت يا رسول الله ، ما الإيمان ؟ قال : أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما ، وأن تحترق في النار أحب إليك من أن تشرك بالله شيئا ، وأن تحب غير ذي نسب لا تحبه إلا لله ، فإذا كنت كذلك فقد دخل حب الإيمان في قلبك كما دخل حب الماء للظمآن في اليوم القائظ " . قلت : يا رسول الله ، كيف لي بأن أعلم أني مؤمن ؟ قال : " ما من أمتي - أو قال هذه الأمة - عبد يعمل حسنة فيعلم أنها حسنة وأن الله مجازيه بها خيرا ، ولا يعمل سيئة فيعلم أنها سيئة ويستغفر الله منها ويعلم أنه لا يغفرها إلا الله إلا وهو مؤمن " .

      وقوله صلى الله عليه وسلم : " من سرته حسناته وساءته سيئاته فهو مؤمن " .

      وقوله صلى الله عليه وسلم : " صريح الإيمان إذا أسأت أو ظلمت عبدك أو أمتك أو أحدا من الناس صمت أو تصدقت ، وإذا أحسنت استبشرت " .

      [ ص: 651 ] وقوله صلى الله عليه وسلم : " المؤمنون في الدنيا على ثلاثة أجزاء : الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ، والذي يأمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ، ثم الذي إذا أشرف على طمع تركه لله عز وجل " .

      وفي حديث عمرو بن عبسة : " قلت : يا رسول الله ، ما الإسلام ؟ قال : طيب الكلام ، وإطعام الطعام . فقلت : ما الإيمان ؟ قال : الصبر والسماحة . قلت : أي الإسلام أفضل ؟ قال : من سلم المسلمون من لسانه ويده . قلت : أي الإيمان أفضل ؟ قال : خلق حسن " .

      وقوله صلى الله عليه وسلم : " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا " . وقوله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الإيمان : من عبد الله وحده بأنه لا إله إلا هو ، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه في كل عام " الحديث . وفي آخره : " فقال رجل : فما تزكية المرء نفسه يا رسول الله ؟ قال : أن يعلم أن الله معه حيثما كان " .

      وقوله صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " . وفي رواية : " المؤمنون كرجل واحد ، إذا اشتكى عينه اشتكى كله ، وإن اشتكى رأسه اشتكى كله " .

      [ ص: 652 ] وقوله صلى الله عليه وسلم : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا - وشبك بين أصابعه " . وقوله صلى الله عليه وسلم : " المؤمن في أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس " . وقوله صلى الله عليه وسلم : " المؤمن مرآة المؤمن ، أخو المؤمن ، يكف عنه ضيعته ويحوطه من ورائه " . وقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " . وقوله صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره " . وقوله صلى الله عليه وسلم : " والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن . قالوا : من ذلك يا رسول الله ؟ قال : من لا يأمن جاره بوائقه " .

      وقوله صلى الله عليه وسلم : " ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع " .

      [ ص: 653 ] وقوله صلى الله عليه وسلم : " من أعطى لله ، ومنع لله ، وأحب لله ، وأبغض لله ، فقد استكمل إيمانه " . وسئل صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان فقال : " أن تحب لله ، وتبغض لله ، وتعمل لسانك في ذكر الله . فقال : وماذا يا رسول الله ؟ قال : " أن تحب للناس ما تحب لنفسك ، وتكره لهم ما تكره لنفسك " وفي رواية : " وأن تقول خيرا أو تصمت " . وقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يستحق العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله ، فإذا أحب لله وأبغض لله فقد استحق الولاية من الله تعالى " . وقوله صلى الله عليه وسلم : " أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله " .

      وقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بعد ما أخبره بأركان الإسلام قال : " ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، وصلاة الرجل في جوف الليل ، ثم تلا : ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ) ( السجدة : 16 ) ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد [ ص: 654 ] في سبيل الله " ، ثم قال له : " ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ فأخذ بلسان نفسه وقال : كف عليك هذا " .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية