الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      صفحة جزء
      ( فصل ) : والمرتبة الثالثة من مراتب الإيمان بالقدر : الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة ، وهما يجتمعان فيما كان وما سيكون ، ويفترقان في ما لم يكن ولا هو كائن ، فما شاء الله تعالى كونه ، فهو كائن بقدرته لا محالة ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) ، ( يس 82 ) ، وما لم يشأ الله تعالى لم يكن لعدم مشيئة الله تعالى إياه ، ليس لعدم قدرته عليه ( ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ) ، ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ) ، ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ) ، ( أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ) ، ( ولو شاء الله ما اقتتلوا ) ، ( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) ، فالسبب في عدم وجود الشيء هو عدم مشيئة الله تعالى إيجاده ، لا أنه عجز عنه ، تعالى الله وتقدس وتنزه عن ذلك ( وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا ) ، ( فاطر 44 ) .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية