وأنه يجيء يوم الفصل كما يشاء للقضاء العدل
قال الله تبارك وتعالى : ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور ) ، ( البقرة : 90 ) ، وقال تبارك وتعالى : ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك ) ، ( الأنعام : 158 ) ، وقال تعالى : ( ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا ) ، ( الفرقان : 25 ) ، وقال تعالى : ( كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا ) ، ( الفجر : 21 - 22 ) ، وقال تعالى : ( وأشرقت الأرض بنور ربها ) ( الزمر : 69 ) .
وفي حديث الصور المشهور الذي ساقه غير واحد من أصحاب المسانيد ، وغيرهم عن رضي الله عنه ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيه : أبي هريرة إن الناس إذا اهتموا لموقفهم في العرصات ، تشفعوا إلى ربهم بالأنبياء واحدا واحدا ، من آدم فمن بعده ، فكلهم يحيد عنها حتى ينتهوا إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - فإذا جاءوا إليه ، قال : أنا لها أنا لها ، فيذهب فيسجد لله - تعالى - تحت العرش ، ويشفع عند الله في أن يأتي لفصل القضاء بين العباد ، فيشفعه الله ويأتي في ظلل من الغمام بعدما تنشق السماء الدنيا ، وينزل من فيها من الملائكة ، ثم الثانية ثم الثالثة إلى السابعة ، وينزل حملة العرش والكروبيون ، قال : وينزل الجبار - عز وجل - في ظلل من الغمام ولهم زجل من تسبيحهم ، يقولون : سبحان ذي الملك والملكوت ، سبحان ذي العزة [ ص: 304 ] والجبروت ، سبحان الحي الذي لا يموت ، سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت ، سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، سبوح قدوس سبحان ربنا الأعلى ، سبحان ذي السلطة والعظمة ، سبحانه سبحانه أبدا أبدا . وعن رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ابن مسعود يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم أربعين سنة ، شاخصة أبصارهم إلى السماء ، ينتظرون فصل القضاء ، وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي . رواه ابن منده ، وقال الذهبي : إسناده حسن .
وعن رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : أبي هريرة . رواه إذا كان يوم القيامة ، نزل الرب إلى العباد مسلم . وعن - رضي الله عنها - قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : أسماء بنت يزيد يهبط الرب - تعالى - من السماء السابعة إلى المقام الذي هو قائمه ، ثم يخرج عنق من النار فيظل الخلائق كلهم ، فيقول : أمرت بكل جبار عنيد ، ومن زعم أنه عزيز كريم ، ومن دعا مع الله إلها آخر . رواه في كتاب السنة . وفي الصحيحين من حديث الشفاعة عن أبو أحمد العسال - رضي الله عنه - وفيه : أبي هريرة إبراهيم - يعني ابن سعد الراوي ، عن - فيأتيهم الله [ ص: 305 ] تعالى فيقول : أنا ربكم . فيقولون : هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، فإذا جاء ربنا عرفناه ، فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه ، ويضرب الصراط بين ظهري جهنم ابن شهاب . وذكر الحديث بطوله . ولهما نحوه من حديث يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول : من كان يعبد شيئا فليتبعه ، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ، ويتبع من كان يعبد القمر القمر ، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها شافعوها ، أو منافقوها ، شك أبي سعيد ، وفيه : . وذكر الحديث ، والأحاديث في هذا كثيرة . قال حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر ، فيقال لهم : ما يحبسكم وقد ذهب الناس ؟ فيقولون : فارقناهم ، ونحن أحوج منا إليهم اليوم ، وإنا سمعنا مناديا ينادي ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ، وإنما ننتظر ربنا ، قال : فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا ، فلا يكلمه إلا الأنبياء . فيقول : هل بينكم وبينه آية تعرفونه ؟ فيقولون : الساق ، فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ، ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة ، فيذهب كيما يسجد ، فيعود ظهره طبقا واحدا الذهبي رحمه الله تعالى : أحاديث نزول الباري متواترة ، قد سقت طرقها ، وتكلمت عليها بما أسأل عنه يوم القيامة .