الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

ابن القيم - أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية

صفحة جزء
وإن جعلتموه إلها لأن الأنبياء سمته إلها وربا وسيدا ونحو ذلك فلم يزل كثير من أسماء الله عز وجل تقع على غيره عند جميع الأمم وفي سائر الكتب ، وما زالتالروم والفرس والهند والسريانيون والعبرانيون والقبط وغيرهم يسمون ملوكهم آلهة وأربابا .

وفي السفر الأول من التوراة : أن بني الله دخلوا على بنات الناس ورأوهن بارعات الجمال فتزوجوا منهن .

وفي السفر الثاني من التوراة قصة المخرج من مصر إني جعلتك إلها لفرعون ، وفي المزمور الثاني والثمانين : وقام الله في جميع الآلهة .

هذا في العبرانية ، وأما من نقله إلى السريانية فإنه حرفه ، فقال : قام الله في جماعة الملائكة ، وقال في هذا المزمور وهو يخاطب قوما بالروح : لقد ظننت أنكم آلهة وأنكم أبناء الله كلكم ، وقد سمى الله عبده بالملك كما سمى نفسه بذلك .

[ ص: 505 ] وسمى نبيه بالرءوف الرحيم كما سمى نفسه بذلك ، وسماه بالعزيز وسمى نفسه كذلك ، واسم الرب واقع على غير الله تعالى في لغة أمة التوحيد ، كما يقال : هو رب الدار ، ورب المنزل ، ورب الإبل ، ورب هذا المتاع .

وقد قال أشعيا : عرف الثور من اقتناه ، والحمار مربط ربه ، ولم تعرف بنو إسرائيل - يعني من خلقهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية