مسألة :
سببها خبل في العقل أو جهل بالشرع ، لأن امتثال أمر الله عز وجل مثل امتثال أمر غيره ، وتعظيمه كتعظيم غيره في حق القصد ، ومن دخل عليه عالم فقام له فلو قال نويت أن أنتصب قائما تعظيما لدخول زيد الفاضل لأجل فضله متصلا بدخوله مقبلا عليه بوجهي كان سفيها عقله ، بل كان يراه ويعلم فضله تنبعث داعية التعظيم فتقيمه ويكون معظما إلا إذا قام لشغل آخر أو في غفلة . واشتراط كون الصلاة ظهرا أداء فرضا في كونه امتثالا كاشتراط كون القيام مقرونا بالدخول مع الإقبال بالوجه على الداخل وانتفاء باعث آخر سواه وقصد التعظيم به ليكون تعظيما ، فإنه لو قام مدبرا عنه أو صبر فقام بعد ذلك بمدة لم يكن معظما ، ثم هذه الصفات لا بد وأن تكون معلومة وأن تكون مقصودة ثم لا يطول حضورها في النفس في لحظة واحدة ، وإنما يطول نظم الألفاظ الدالة عليها إما تلفظا باللسان وإما تفكرا بالقلب ، فمن لم يفهم نية الصلاة على هذا الوجه فكأنه لم يفهم النية ، فليس فيه إلا أنك دعيت إلى أن تصلي في وقت فأجبت وقمت ، فالوسوسة محض الجهل . الوسوسة في نية الصلاة