وأما السؤال الخامس : وهو أن
nindex.php?page=treesubj&link=21028_21016_34077العلاقة في مثل ( nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وجزاء سيئة سيئة ) ما هي ؟ فأقول : ما أحسن هذا السؤال وألطفه ، ولقد أثلج خاطري بموافقة السائل حفظه الله تعالى على أن هذا من نوع المجاز ، وإنما قلت ذلك لأني رأيت بعض متأخري أهل البيان قال في نوع المشاكلة الذي هذه الآية فرد من أفراد أمثلتها أنه واسطة بين الحقيقة والمجاز ، وقال : وليس بحقيقة لأنه استعمال اللفظ في ما لم يوضع له ، ولا مجاز لعدم العلاقة المعتبرة ، هكذا قال ، وليس بشيء ، وقد نازعته في ذلك قديما في كتاب شرح ألفية المعاني واخترت أنه مجاز قطعا ، وأن ما قاله من عدم العلاقة ممنوع ؟ فإن قلت : ما العلاقة ؟ قلت : الشكل والشبه الصوري كما يطلق الإنسان والفرس على الصورة المصورة ، وكذا الجزاء أطلق
[ ص: 397 ] عليه سيئة لكونه مثل السيئة المبتدأ بها في الصورة ، وكذا قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=194فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) أطلق على الجزاء اعتداء لشبهه بالاعتداء المبتدأ به في الصورة .
وَأَمَّا السُّؤَالُ الْخَامِسُ : وَهُوَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=21028_21016_34077الْعَلَاقَةَ فِي مِثْلِ ( nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ ) مَا هِيَ ؟ فَأَقُولُ : مَا أَحْسَنَ هَذَا السُّؤَالَ وَأَلْطَفَهُ ، وَلَقَدْ أَثْلَجَ خَاطِرِي بِمُوَافَقَةِ السَّائِلِ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى أَنَّ هَذَا مِنْ نَوْعِ الْمَجَازِ ، وَإِنَّمَا قُلْتُ ذَلِكَ لِأَنِّي رَأَيْتُ بَعْضَ مُتَأَخِّرِي أَهْلِ الْبَيَانِ قَالَ فِي نَوْعِ الْمُشَاكَلَةِ الَّذِي هَذِهِ الْآيَةُ فَرْدٌ مِنْ أَفْرَادِ أَمْثِلَتِهَا أَنَّهُ وَاسِطَةٌ بَيْنَ الْحَقِيقَةِ وَالْمَجَازِ ، وَقَالَ : وَلَيْسَ بِحَقِيقَةٍ لِأَنَّهُ اسْتِعْمَالُ اللَّفْظِ فِي مَا لَمْ يُوضَعْ لَهُ ، وَلَا مُجَازٍ لِعَدَمِ الْعَلَاقَةِ الْمُعْتَبَرَةِ ، هَكَذَا قَالَ ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَقَدْ نَازَعْتُهُ فِي ذَلِكَ قَدِيمًا فِي كِتَابِ شَرْحِ أَلْفِيَّةِ الْمَعَانِي وَاخْتَرْتُ أَنَّهُ مَجَازٌ قَطْعًا ، وَأَنَّ مَا قَالَهُ مِنْ عَدَمِ الْعَلَاقَةِ مَمْنُوعٌ ؟ فَإِنْ قُلْتَ : مَا الْعَلَاقَةُ ؟ قُلْتُ : الشَّكْلُ وَالشَّبَهُ الصُّورِيُّ كَمَا يُطْلَقُ الْإِنْسَانُ وَالْفَرَسُ عَلَى الصُّورَةِ الْمُصَوَّرَةِ ، وَكَذَا الْجَزَاءُ أُطْلِقَ
[ ص: 397 ] عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ لِكَوْنِهِ مِثْلَ السَّيِّئَةِ الْمُبْتَدَأِ بِهَا فِي الصُّورَةِ ، وَكَذَا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=194فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ) أُطْلِقَ عَلَى الْجَزَاءِ اعْتِدَاءً لِشَبَهِهِ بِالِاعْتِدَاءِ الْمُبْتَدَأِ بِهِ فِي الصُّورَةِ .