أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=172للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ) ففيه مسألتان :
المسألة الأولى : في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=172للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ) وجوه :
الأول : ( أحسنوا ) دخل تحته الائتمار بجميع المأمورات ، وقوله : ( واتقوا ) دخل تحته الانتهاء عن جميع المنهيات ، والمكلف عند هذين الأمرين يستحق الثواب العظيم .
الثاني : أحسنوا في طاعة الرسول في ذلك الوقت ، واتقوا الله في التخلف عن الرسول ، وذلك يدل على أنه يلزمهم الاستجابة للرسول وإن بلغ الأمر بهم في الجراحات ما بلغ من بعد أن يتمكنوا معه من النهوض .
الثالث : أحسنوا فيما أتوا به من
nindex.php?page=treesubj&link=28750_18277_18278طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، واتقوا ارتكاب شيء من المنهيات بعد ذلك .
المسألة الثانية : قال صاحب الكشاف " من " في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=172للذين أحسنوا منهم ) للتبيين لأن
nindex.php?page=treesubj&link=28750_30394_30415_18278_18277الذين استجابوا لله والرسول قد أحسنوا واتقوا كلهم لا بعضهم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ) .
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=172لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ) فَفِيهِ مَسْأَلَتَانِ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=172لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ) وُجُوهٌ :
الْأَوَّلُ : ( أَحْسَنُوا ) دَخَلَ تَحْتَهُ الِائْتِمَارُ بِجَمِيعِ الْمَأْمُورَاتِ ، وَقَوْلُهُ : ( وَاتَّقَوْا ) دَخَلَ تَحْتَهُ الِانْتِهَاءُ عَنْ جَمِيعِ الْمَنْهِيَّاتِ ، وَالْمُكَلَّفُ عِنْدَ هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ يَسْتَحِقُّ الثَّوَابَ الْعَظِيمَ .
الثَّانِي : أَحْسَنُوا فِي طَاعَةِ الرَّسُولِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ ، وَاتَّقَوُا اللَّهَ فِي التَّخَلُّفِ عَنِ الرَّسُولِ ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَلْزَمُهُمُ الِاسْتِجَابَةُ لِلرَّسُولِ وَإِنْ بَلَغَ الْأَمْرُ بِهِمْ فِي الْجِرَاحَاتِ مَا بَلَغَ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَتَمَكَّنُوا مَعَهُ مِنَ النُّهُوضِ .
الثَّالِثُ : أَحْسَنُوا فِيمَا أَتَوْا بِهِ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=28750_18277_18278طَاعَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاتَّقَوُا ارْتِكَابَ شَيْءٍ مِنَ الْمَنْهِيَّاتِ بَعْدَ ذَلِكَ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : قَالَ صَاحِبُ الْكَشَّافِ " مِنْ " فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=172لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ ) لِلتَّبْيِينِ لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28750_30394_30415_18278_18277الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ قَدْ أَحْسَنُوا وَاتَّقَوْا كُلُّهُمْ لَا بَعْضُهُمْ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ) .