بين المبادئ العامة والبرامج العلمية المحددة
** هـذه كلها مبادئ طيبة، ولكن ألا تلاحظون أنها واردة - كقاسم مشترك - ضمن الأهداف المعلنة عند معظم المهتمين بالقضية الإسلامية؟! ولذلك يبقى الأمر المطلوب ترجمة هـذه المبادئ إلى برامج من خلال لجان متخصصة وأجهزة فنية؛ لأنه ليس في وسع كل إنسان عنده غيرة على الإسلام أن يضع البرامج الحقيقية التي تتناسب مع الإمكانات والظروف وسلم الأولويات التي تحتاجها مناطق العالم الإسلامي.. فهل بتصوركم - كإنسان يعاني القضية الثقافية بطبيعة اهتماماته وموقعه من العمل الرسمي - أن الهيئة يمكن أن تفكر بإيجاد لجان متخصصة في القضايا الثقافية، تتولى نقل هـذه المبادئ إلى برامج؟ وما هـي الملامح العامة التي يمكن أن تروها في هـذا المجال؟
أستطيع أن أؤكد أن العمل في إطار الهيئة سوف يكون - إن شاء الله - عملا مبنيا على أسس علمية تخطيطية تنظيمية بالدرجة الأولى، ولن يتم الإقدام على تنفيذ خطوة ما لم تتوفر لها الإمكانات الإحصائية والمعلومات الدقيقة التي توفرها الأجهزة القائمة في داخل الهيئة، فهناك مجلس تنفيذي، وهناك مجلس الإدارة، وهناك لجان متخصصة، وأعتقد أن الأعضاء المؤسسين - بالإضافة إلى المفكرين والمسلمين والدعاة والعلماء الذي يوجدون في كثير من الأقطار العربية الإسلامية، أو حتى في الأقطار غير إسلامية، ولكنهم يمارسون الاهتمام بشئون المسلمين - هـؤلاء جميعهم قادرون - بفضل الله - على إعداد برامج لها من القوة ومن الفاعلية في مجتمعات المسلمين المحتاجة، ما يمكن أن يحدث تأثيرا فعليا في قطاع الثقافة والتعليم والتربية ومحو الأمية.
لكن قبل كل شيء، أعتقد أنه لا بد أن تتوفر دراسات دقيقة عن الواقع الإسلامي، وتحديد الاحتياجات الحقيقة، والأولويات وكيفية البدء، وكلها مسائل على غاية الأهمية، وقد يكون أحد الأجهزة الهامة الموجودة ضمن الهيئة جهازا للمعلومات أو بنك [ ص: 80 ] معلومات، وستكون مهمته الرئيسة أن يغذي القائمين على الخطط والبرامج بالبيانات التي تمكنهم من تقديم البرامج على كل المستويات.