3- هـدم سواع [1] وفي الغزوات
أ- بعث النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان سنة ثمان الهجرية، حين فتح مكة ، عمرو بن العاص ، قائدا لسرية، واجبها هـدم سواع صنم هـذيل . « قال عمرو: فانتهيت إليه، وعنده السادن، فقال: ما تريد؟ قلت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن أهدمه، فقال: لا تقدر على ذلك، فقلت: لم؟ فقال: تمنع! فقلت: حتى الآن أنت في الباطل! ويحك، هـل يسمع، أو يبصر! فدنوت منه فكسرته، وأمرت أصحابي، فهدموا بيت خزانته، فلم يجدوا فيه شيئا، ثم قلت للسادن: كيف رأيت؟ فقال: أسلمت لله» [2] .
ب- وكان عمرو، قد شهد غزو الفتح، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقاد سريته بعد الفتح -فتح مكة المكرمة، الذي كان في شهر رمضان من السنة الثامنة الهجرية- لهدم سواع ، فنهض بمهمته على أحسن وجه، وأدى واجبه على ما يرام، ثم عاد إلى مكة المكرمة .
وشهد عمرو مع النبي صلى الله عليه وسلم ، غزوة حنين ، في شوال من السنة الثامنة الهجرية، فلما هـرب المشركون، وتفرقوا في كل وجه، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم نفرا من أصحابه في الطلب (المطاردة) ، فبعث خالد بن الوليد في وجه، وبعث عمرو بن العاص في وجه، وبعث غيرهما في وجوه أخرى [3] . [ ص: 74 ]
وشهد عمرو مع النبي صلى الله عليه وسلم حصار مدينة الطائف ، الذي كان في شهر شوال من السنة الثامنة الهجرية أيضا، بعد غزوة حنين مباشرة، فلما ثبت بنو ثقيف ، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالرحيل عن الطائف ، فأثنى عيينة بن حصن [4] على ثبات ثقيف قائلا عنهم: (مجدة كرام) ، فقال عمرو: (قاتلك الله، تمدح قوما مشركين بالامتناع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جئت تنصره؟) [5] .
وهكذا نال عمرو شرف الجهاد تحت لواء النبي صلى الله عليه وسلم .