دور أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها
ترجمتها وفضلها رضي الله عنها :
هي سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية [1] ، وهي أول من تزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة رضي الله عنها ، وانفردت به نحو ثلاث سنين أو أكثر حتى تزوج عائشة رضي الله عنها .
كانت أولا عند السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو العامري، كانت سيدة جليلة نبيلة، وهي التي وهبت يومها لعائشة رعاية لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت قد فركت [2] ، " كانت عائشة تتمـنى أن لو كانـت على طريقتها، إذا تقـول: ما رأيـت امرأة أحـب إلي أن أكـون في مسـلاخها من سودة " [3] .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج سودة في رمضان سنة عشر من النبوة، [ ص: 89 ] وهاجر بها وماتت بالمدينة سنة أربع وخمسين على رأي [4] ، وعلى رأي توفيت زمن عمر [5] .
تلاميذها ومروياتها رضي الله عنها
حدث عن سودة رضي الله عنها ابن عباس ، ويحيى بن عبد الله الأنصـاري ، وغيرهم، ولها خمسة أحاديث فقط، حسب ما جمعه بقي بن مخلد [6] ، ولها حديثـان في الكتـب الستة [7] ، لم يـروى لها إلا حديث واحد في البخاري وهو في الذبائح.
فمن خلال هـذا العرض الموجز عن أمهات المؤمنين، فضلهن، مروياتهن، وتلاميذهن، لا شك أنه قد ارتسم في ذهننا الدور الجبار الذي اضطلعت به نساء النبي صلى الله عليه وسلم في نقل سننه عليه الصلاة والسلام إلى الأمة، رجالها ونسائها.
ولولا كثير من الأحاديث التي رويت عنهن لفاتنا الكثير من السنن القيمة، التي ما نقلها راو أو راوية غيرهن.. فهذه الميزة وحدها كفيلة بأن تجعل منهن أعمدة رواية أفعال النبي صلى الله عليه وسلم المعيشية، وقد تحقق ذلك خاصة في أم المؤمنين عائشة سيدة المحدثات في هـذه الأمة. [ ص: 90 ]