المبحث الثاني: طبقات الراويات في القرون الثلاثة الأول الفاضلة

تمهيد

إن أسلوب التصنيف على الطبقات في عرض التراجم، فن استعمله المسلمون مبكرا في تاريخ الحركة التأليفية، بل هـو فيما يرى ( روزنثال ) ^[1] ، تقسيم إسلامي أصيل، قد يبدو أقدم تقسيم زمني وجد في التفكير التاريخي الإسلامي... وهو نتيجة طبيعية لفكرة: صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم فالتابعين... إلخ ^[2] . ومما يؤيد هـذا ( قوله صلى الله عليه وسلم : خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم... ) ^[3] .. وإن كان الحديث الشريف يشير إلى خيرية هـذه القرون وفضلها، إلا أنه قد أحال المصنفين المسلمين إلى فن جديد في كتابة التاريخ، قائم على مفهوم الطبقة.

تعريف الطبقة

- في اللغة: تذكر معاجم اللغة كلمة (طبقة) في مادة (طبق) ، [ ص: 91 ] وقد وردت في القرآن الكريم كلمة (طبق) في قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=19 ( لتركبن طبقا عن طبق ) (الانشقاق:19) ،

وكلـمة طبـاقا في قـوله تعـالى: nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3 ( الذي خلق سبع سماوات طباقا ) (الملك:3) ..

وفي اللغة، طبق من الناس أي: جماعة، والمطابقة: الموافقة، وطبقات الناس مراتبهم ^[4] .

قـال ابـن الأعـرابي : الطبـق الجماعة من النـاس يعدلـون جماعة مثلهم ^[5] وقد حاول بعض اللغويين تحديد الطبقة زمنيا.

فذكر الهجري عن ابن عباس: الطبقة عشرون سنة ^[6] .

أما الحديث الذي ورد في تحديد عدد الطبقات والمدة الزمنية لكل طبقة ^[7] ، فقد أورده ابن الجوزي (ت597) ، في الموضوعات ^[8] .

وتعرف الطبقة في الاصطلاح: بالسن، أي اشتراك المتعاصرين في السن ولو تقريبا.. وتعرف أيضا بالأخذ عن المشايخ، وربما اكتفوا [ ص: 92 ] بالاشتراك في التلاقي، وهو غالبا ملازم للاشتراك في السن ^[9] .

والباحث الناظر في هـذا الفن، يحتاج إلى معرفة المواليد والوفيات، ومن أخذوا عنه، ومن أخذ عنهم، إذ قد يوجد شخصان يكونان من طبقة واحدة بالنسبة إلى جهة في تشابههما، ومن طبقتين بالنسبة إلى جهة أخرى لا يتشابهان فيها ^[10] .

المبحث الثاني: طبقات الراويات في القرون الثلاثة الأول الفاضلة

تمهيد

إن أسلوب التصنيف على الطبقات في عرض التراجم، فن استعمله المسلمون مبكرًا في تاريخ الحركة التأليفية، بل هـو فيما يرى ( روزنثال ) ^[1] ، تقسيم إسلامي أصيل، قد يبدو أقدم تقسيم زمني وجد في التفكير التاريخي الإسلامي... وهو نتيجة طبيعية لفكرة: صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم فالتابعين... إلخ ^[2] . ومما يؤيد هـذا ( قوله صلى الله عليه وسلم : خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم... ) ^[3] .. وإن كان الحديث الشريف يشير إلى خيرية هـذه القرون وفضلها، إلا أنه قد أحال المصنفين المسلمين إلى فن جديد في كتابة التاريخ، قائم على مفهوم الطبقة.

تعريف الطبقة

- في اللغة: تذكر معاجم اللغة كلمة (طبقة) في مادة (طبق) ، [ ص: 91 ] وقد وردت في القرآن الكريم كلمة (طبق) في قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=19 ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ ) (الانشقاق:19) ،

وكلـمة طبـاقًا في قـوله تعـالى: nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3 ( الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ) (الملك:3) ..

وفي اللغة، طبق من الناس أي: جماعة، والمطابقة: الموافقة، وطبقات الناس مراتبهم ^[4] .

قـال ابـن الأعـرابي : الطبـق الجماعة من النـاس يعدلـون جماعة مثلهم ^[5] وقد حاول بعض اللغويين تحديد الطبقة زمنيًّا.

فذكر الهَجَرِي عن ابن عباس: الطبقة عشرون سنة ^[6] .

أما الحديث الذي ورد في تحديد عدد الطبقات والمدة الزمنية لكل طبقة ^[7] ، فقد أورده ابن الجوزي (ت597) ، في الموضوعات ^[8] .

وتعرف الطبقة في الاصطلاح: بالسن، أي اشتراك المتعاصرين في السن ولو تقريبا.. وتعرف أيضًا بالأخذ عن المشايخ، وربما اكتفوا [ ص: 92 ] بالاشتراك في التلاقي، وهو غالبا ملازم للاشتراك في السن ^[9] .

والباحث الناظر في هـذا الفن، يحتاج إلى معرفة المواليد والوفيات، ومن أخذوا عنه، ومن أخذ عنهم، إذ قد يوجد شخصان يكونان من طبقة واحدة بالنسبة إلى جهة في تشابههما، ومن طبقتين بالنسبة إلى جهة أخرى لا يتشابهان فيها ^[10] .