ص ( وتيمن أعضاء وإناء إن فتح )
ش : يعني أن وهو أن يبدأ بغسل اليمين من اليدين والرجلين . قال في الذخيرة : لقوله صلى الله عليه وسلم { من فضائل الوضوء التيمن في الأعضاء } رواه إذا توضأ أحدكم فليبدأ بيمينه وأدخله ابن وهب في الكتاب ولأنه متفق عليه انتهى . وقال الشيخ سحنون زروق في شرح الرسالة : خرج أصحاب السنن من حديث قال عليه الصلاة والسلام { أبي هريرة } وصححه إذا توضأتم فابدءوا بميامنكم وقال ابن خزيمة ابن بشير : وأما البداءة بالميامن فهي من نوافل الخير ولا يختص ذلك بالوضوء بل يستحب الابتداء باليمين في كل أفعال الخير انتهى .
( فرع ) فإن ابتدأ بغسل اليد اليسرى قبل اليمنى أجزأه قاله اللخمي وغيره وهو ظاهر .
( قلت ) غسل اليسرى ; لأن التيامن مستحب ، والزيادة على الثلاثة ممنوعة أو مكروهة على الخلاف الآتي والله تعالى أعلم .
( تنبيه ) قال القرافي ندب الشرع لتقديم اليمين من اليدين والرجلين والجنبين في الغسل والوضوء ، ولم يندب لتقديم اليمنى من الأذنين والعينين والخدين والصدغين ; لأن اليمين من الأعضاء المتقدمة اشتملت على منافع من القوة والجرأة والصلاحية للأعمال وليست لليسار حتى أن الخاتم يضيق في اليمنى ويتسع في اليسرى ، ومن اعتبر ذلك وجده مقتضى الخلقة الأولى وأما الأذنان ونحوهما فمستويان في المنافع انتهى . مختصرا .
( قلت ) يفهم منه أن الأعسر يقدم اليمنى وهو ظاهر قوله : وإناء إن فتح يعني أن من فضائله أيضا أن يكون الإناء على يمين المتوضئ إن كان مفتوحا ، وقد نص ابن يونس وابن رشد على أن جعل الإناء [ ص: 259 ] على اليمين من فضائل الوضوء قال في الذخيرة : لفعله عليه الصلاة والسلام ولأنه أمكن . قال : واعلم أن هذه الأمكنية إنما تتصور في الأقداح وما تدخل الأيدي فيه ، وأما الأباريق فالتمكن إنما يحصل بجعله على اليسار ليسكب الماء بيساره في يمينه انتهى .
( قلت ) قال عياض : الاختيار فيما ضاق عن إدخال اليد فيه وضعه على اليسار ونقله ابن عرفة وابن ناجي وغيرهما .
( تنبيه ) قال ابن بشير : وأما فالصحيح أنه لا يلحق بدرجة الفضائل ; لأنه لم يرد أمر بذلك وقد لا يتيسر ذلك في كل الأواني انتهى . وهذا والله أعلم على سبيل البحث منه وإلا فقد عده في فضائل الوضوء ومستحباته في كتاب التنبيه له ، وفي كتاب التحرير له والله تعالى أعلم . وضع الإناء على اليمين