هذا (ومن باب الإشارة في الآيات)
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189هو الذي خلقكم من نفس واحدة وهي الروح
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1وخلق منها زوجها [ ص: 156 ] وهي القلب.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189ليسكن إليها أي: ليميل إليها ويطمئن فكانت الروح تشم من القلب نسائم نفحات الألطاف
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189فلما تغشاها أي: جامعها وهو إشارة إلى النكاح الروحاني، والصوفية يقولون: إنه سائر في جميع الموجودات، ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189حملت حملا خفيفا في البداية بظهور أدنى أثر من آثار الصفات البشرية في القلب الروحاني.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189فلما أثقلت كبرت وكثرت آثار الصفات
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189دعوا الله ربهما لأنهما خافا من تبدل الصفات الروحانية النورانية بالصفات النفسانية الظلمانية
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189لئن آتيتنا صالحا للعبودية
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189لنكونن من الشاكرين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=190فلما آتاهما صالحا بحسب الفطرة من القوى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=190جعلا له شركاء فيما آتاهما أي: جعل أولادهما لله تعالى شركاء فيما آتى أولادهما فمنهم عبد البطن ومنهم عبد الخميصة ومنهم من عبد الدرهم والدينار.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=194إن الذين تدعون من دون الله كائنا ما كان
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=194عباد أمثالكم في العجز وعدم التأثير
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=194فادعوهم إلى أي أمر كان
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=194فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين في نسبة التأثير إليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195ألهم أرجل يمشون بها استفهام على سبيل الإنكار أي: ليس لهم أرجل يمشون بها بل بالله عز وجل إذ هو الذي يمشيهم وكذا يقال فيما بعد.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون إن استطعتم
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=196إن وليي الله حافظي ومتولي أمري
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=196الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين أي: من قام به في حال الاستقامة
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=198وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون الحق ولا حقيقتك لأنهم عمي القلوب في الحقيقة، والضمير للكفار
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199خذ العفو أي: السهل الذي يتيسر لهم ولا تكلفهم ما يشق عليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199وأمر بالعرف أي: بالوجه الجميل،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199وأعرض عن الجاهلين فلا تكافئهم بجهلهم.
عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه: ليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية.
قيل: وذلك لقوة دلالتها على التوحيد؛ فإن من شاهد مالك النواصي وتصرفه في عباده وكونهم فيما يأتون ويذرون به سبحانه وتعالى لا بأنفسهم لا يشاقهم ولا يداقهم في تكاليفهم ولا يغضب في الأمر والنهي ولا يتشدد ويحلم عنهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=200وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله بالشهود والحضور فإنك ترى حينئذ أن لا فعل لغيره سبحانه، وهذا إشارة إلى ما يعتري الإنسان أحيانا من الغضب وإيماء إلى علاجه بالاستعاذة قال بعضهم: إن الغضب إنما يهيج بالإنسان إذا استقبح من المغضوب عليه عملا من الأعمال ثم اعتقد في نفسه كونه قادرا وفي المغضوب عليه كونه عاجزا، وإذا انكشف له نور من عالم العقل عرف أن المغضوب عليه إنما أقدم على ذلك العمل؛ لأن الله تعالى خلق فيه داعية وقد سبقت عليه الكلمة الأزلية فلا سبيل له إلى تركه وحينئذ يتغير غضبه. وقد ورد: من عرف سر الله تعالى في القدر هانت عليه المصائب، فالاستعاذة بالله تعالى في المعنى طلب الالتجاء إليه باستكشاف ذلك النور،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=201إن الذين اتقوا الشرك
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=201إذا مسهم طائف من الشيطان لمة منه بنسبة الفعل إلى غيره سبحانه وتعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=201تذكروا مقام التوحيد ومشاهدة الأفعال من الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=201فإذا هم مبصرون فعالية الله تعالى لا شيطان ولا فاعل غيره سبحانه في نظرهم
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=202وإخوانهم أي: إخوان الشياطين من المحجوبين
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=202يمدونهم الشياطين
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=202في الغي وهو نسبة الفعل إلى السوي
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=202ثم لا يقصرون عن العناد والمراء والجدل، و
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=203قالوا لولا اجتبيتها أي: جمعتها من تلقاء نفسك،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=203قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي لأني قائم به لا بنفسي.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=204وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له أي: للقرآن بآذانكم الظاهرة
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=204وأنصتوا بحواسكم الباطنة، وجوز أن يكون ضمير له للرب سبحانه، أي: إذا قرئ القرآن فاستمعوا للرب جل شأنه فإنه المتكلم والمخاطب لكم به.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=204لعلكم ترحمون بالسمع الحقيقي أو برحمة تجلي المتكلم في كلامه بصفاته وأفعاله،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205واذكر ربك في نفسك بأن تتحلى بما يمكن التحلي به من صفات الله تعالى، وقيل: هو على حد:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة .
[ ص: 157 ] nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205تضرعا وخيفة حسب اختلاف المقام
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205ودون الجهر أي: دون أن يظهر ذلك منك بل يكون ذاكرا به له
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205بالغدو أي وقت ظهور نور الروح
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205والآصال أي: وقت غلبات صفات النفس.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205ولا تكن في وقت من الأوقات
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205من الغافلين عن شهود الوحدة الذاتية، وقال بعض الأكابر: إن قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة إشارة إلى أعلى المراتب وهو حصة الواصلين المشاهدين، وقوله سبحانه وتعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205ودون الجهر إشارة إلى المرتبة الوسطى وهي نصيب السائرين إلى مقام المشاهدة، وقوله جل شأنه:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205ولا تكن من الغافلين إيماء إلى مرتبة النازلين من السالكين، وفي ذكر الخوف إشعار باستشعار هيبة الجلال كما قال:
أشتاقه فإذا بدا أطرقت من إجلاله لا خيفة بل هيبة
وصيانة لجماله
وذكروا أن حال المبتدي والسالك منوطة برأي الشيخ؛ فإنه الطبيب لأمراض القلوب، فهو أعرف بالعلاج، فقد يرى له رفع الصوت بالذكر علاجا حيث توقف قطع الخواطر وحديث النفس عليه، وفي عوارف المعارف
للسهروردي قدس سره: لا يزال العبد يردد هذه الكلمة على لسانه مع مواطأة القلب حتى تصير متأصلة فيه مزيلة لحديث النفس وينوب معناها في القلب عنه، فإذا استولت الكلمة وسهلت على اللسان تشربها القلب ويصير الذكر حينئذ ذكر الذات، وهذا الذكر هو المشاهدة والمكاشفة والمعاينة، وذاك هو المقصد الأقصى من الخلوة، وقد يحصل ما ذكر بتلاوة القرآن أيضا إذا أكثر التلاوة واجتهد في مواطأة القلب مع اللسان حتى تجري التلاوة على اللسان وتقوم مقام حديث النفس فيدخل على العبد سهولة في التلاوة والصلاة اهـ.
ونقل عنه أيضا ما حاصله أن بنية العبد تحكي مدينة جامعة، وأعضاؤه وجوارحه بمثابة سكان المدينة، والعبد في إقباله على الذكر كمؤذن صعد منارة على باب المدينة يقصد إسماع أهل المدينة الأذان، فالذاكر المحقق يقصد إيقاظ قلبه وإنباء أجزائه وأبعاضه بذكر لسانه فهو يقول ببعضه ويسمع بكله إلى أن تنتقل الكلمة من اللسان إلى القلب فيتنور بها ويظفر بجدوى الأحوال ثم ينعكس نور القلب على القالب فيتزين بمحاسن الأعمال اهـ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=206إن الذين عند ربك وهم الفانون الباقون به سبحانه وتعالى أرباب الاستقامة
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=206لا يستكبرون عن عبادته لعدم احتجابهم بالأنانية
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=206ويسبحونه بنفيها
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=206وله يسجدون بالفناء التام وطمس البقية، والله تعالى هو الباقي ليس في الوجود سواه.
هَذَا (وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي الْآيَاتِ)
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَهِيَ الرُّوحُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا [ ص: 156 ] وَهِيَ الْقَلْبُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا أَيْ: لِيَمِيلَ إِلَيْهَا وَيَطْمَئِنَّ فَكَانَتِ الرُّوحُ تَشَمُّ مِنَ الْقَلْبِ نَسَائِمَ نَفَحَاتِ الْأَلْطَافِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189فَلَمَّا تَغَشَّاهَا أَيْ: جَامَعَهَا وَهُوَ إِشَارَةٌ إِلَى النِّكَاحِ الرُّوحَانِيِّ، وَالصُّوفِيَّةُ يَقُولُونَ: إِنَّهُ سَائِرٌ فِي جَمِيعِ الْمَوْجُودَاتِ، مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189حَمَلَتْ حَمْلا خَفِيفًا فِي الْبِدَايَةِ بِظُهُورِ أَدْنَى أَثَرٍ مِنْ آثَارِ الصِّفَاتِ الْبَشَرِيَّةِ فِي الْقَلْبِ الرُّوحَانِيِّ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189فَلَمَّا أَثْقَلَتْ كَبُرَتْ وَكَثُرَتْ آثَارُ الصِّفَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لِأَنَّهُمَا خَافَا مِنْ تَبَدُّلِ الصِّفَاتِ الرُّوحَانِيَّةِ النُّورَانِيَّةِ بِالصِّفَاتِ النَّفْسَانِيَّةِ الظُّلْمَانِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لِلْعُبُودِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=189لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=190فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا بِحَسْبِ الْفِطْرَةِ مِنَ الْقُوَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=190جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا أَيْ: جَعَلَ أَوْلَادَهُمَا لِلَّهِ تَعَالَى شُرَكَاءَ فِيمَا آتَى أَوْلَادَهُمَا فَمِنْهُمْ عَبْدُ الْبَطْنِ وَمِنْهُمْ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ وَمِنْهُمْ مَنْ عَبَدَ الدِّرْهَمَ وَالدِّينَارَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=194إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَائِنًا مَا كَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=194عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فِي الْعَجْزِ وَعَدَمِ التَّأْثِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=194فَادْعُوهُمْ إِلَى أَيِّ أَمْرٍ كَانَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=194فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فِي نِسْبَةِ التَّأْثِيرِ إِلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا اسْتِفْهَامٌ عَلَى سَبِيلِ الْإِنْكَارِ أَيْ: لَيْسَ لَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا بَلْ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِذْ هُوَ الَّذِي يُمَشِّيهِمْ وَكَذَا يُقَالُ فِيمَا بَعْدُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ إِنَّ اسْتَطَعْتُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=196إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ حَافِظِي وَمُتَوَلِّي أَمْرِي
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=196الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ أَيْ: مَنْ قَامَ بِهِ فِي حَالِ الِاسْتِقَامَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=198وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ الْحَقَّ وَلَا حَقِيقَتَكَ لِأَنَّهُمْ عُمْيُ الْقُلُوبِ فِي الْحَقِيقَةِ، وَالضَّمِيرُ لِلْكُفَّارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199خُذِ الْعَفْوَ أَيِ: السَّهْلَ الَّذِي يَتَيَسَّرُ لَهُمْ وَلَا تُكَلِّفُهُمْ مَا يَشُقُّ عَلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ أَيْ: بِالْوَجْهِ الْجَمِيلِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=199وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ فَلَا تُكَافِئْهُمْ بِجَهْلِهِمْ.
عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرٍ الصَّادِقِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ آيَةً أَجْمَعَ لِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ.
قِيلَ: وَذَلِكَ لِقُوَّةِ دَلَالَتِهَا عَلَى التَّوْحِيدِ؛ فَإِنَّ مَنْ شَاهَدَ مَالِكَ النَّوَاصِي وَتَصَرُّفَهُ فِي عِبَادِهِ وَكَوْنَهُمْ فِيمَا يَأْتُونَ وَيَذَرُونَ بِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَا بِأَنْفُسِهِمْ لَا يُشَاقُّهُمْ وَلَا يُدَاقُّهُمْ فِي تَكَالِيفِهِمْ وَلَا يَغْضَبُ فِي الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَلَا يَتَشَدَّدُ وَيَحْلُمُ عَنْهُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=200وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ بِالشُّهُودِ وَالْحُضُورِ فَإِنَّكَ تَرَى حِينَئِذٍ أَنْ لَا فِعْلَ لِغَيْرِهِ سُبْحَانَهُ، وَهَذَا إِشَارَةٌ إِلَى مَا يَعْتَرِي الْإِنْسَانَ أَحْيَانًا مِنَ الْغَضَبِ وَإِيمَاءً إِلَى عِلَاجِهِ بِالِاسْتِعَاذَةِ قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْغَضَبَ إِنَّمَا يَهِيجُ بِالْإِنْسَانِ إِذَا اسْتُقْبِحَ مِنَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِ عَمَلًا مِنَ الْأَعْمَالِ ثُمَّ اعْتَقَدَ فِي نَفْسِهِ كَوْنَهُ قَادِرًا وَفِي الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِ كَوْنَهُ عَاجِزًا، وَإِذَا انْكَشَفَ لَهُ نُورٌ مِنْ عَالَمِ الْعَقْلِ عَرَفَ أَنَّ الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِ إِنَّمَا أَقْدَمَ عَلَى ذَلِكَ الْعَمَلِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ فِيهِ دَاعِيَةً وَقَدْ سَبَقَتْ عَلَيْهِ الْكَلِمَةُ الْأَزَلِيَّةُ فَلَا سَبِيلَ لَهُ إِلَى تَرْكِهِ وَحِينَئِذٍ يَتَغَيَّرُ غَضَبُهُ. وَقَدْ وَرَدَ: مَنْ عَرَفَ سِرَّ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْقَدَرِ هَانَتْ عَلَيْهِ الْمَصَائِبُ، فَالِاسْتِعَاذَةُ بِاللَّهِ تَعَالَى فِي الْمَعْنَى طَلَبُ الِالْتِجَاءِ إِلَيْهِ بِاسْتِكْشَافِ ذَلِكَ النُّورِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=201إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا الشِّرْكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=201إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ لَمَّةٌ مِنْهُ بِنِسْبَةِ الْفِعْلِ إِلَى غَيْرِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=201تَذَكَّرُوا مَقَامَ التَّوْحِيدِ وَمُشَاهَدَةِ الْأَفْعَالِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=201فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ فَعَالِيَّةَ اللَّهِ تَعَالَى لَا شَيْطَانَ وَلَا فَاعِلَ غَيْرُهُ سُبْحَانَهُ فِي نَظَرِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=202وَإِخْوَانُهُمْ أَيْ: إِخْوَانُ الشَّيَاطِينِ مِنَ الْمَحْجُوبِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=202يَمُدُّونَهُمْ الشَّيَاطِينُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=202فِي الْغَيِّ وَهُوَ نِسْبَةُ الْفِعْلِ إِلَى السَّوِيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=202ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ عَنِ الْعِنَادِ وَالْمِرَاءِ وَالْجَدَلِ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=203قَالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا أَيْ: جَمَعْتَهَا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِكَ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=203قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي لِأَنِّي قَائِمٌ بِهِ لَا بِنَفْسِي.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=204وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ أَيْ: لِلْقُرْآنِ بِآذَانِكُمُ الظَّاهِرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=204وَأَنْصِتُوا بِحَوَاسِّكُمُ الْبَاطِنَةِ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ ضَمِيرُ لَهُ لِلرَّبِّ سُبْحَانَهُ، أَيْ: إِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لِلرَّبِّ جَلَّ شَأْنُهُ فَإِنَّهُ الْمُتَكَلِّمُ وَالْمُخَاطِبُ لَكُمْ بِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=204لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ بِالسَّمْعِ الْحَقِيقِيِّ أَوْ بِرَحْمَةِ تَجَلِّي الْمُتَكَلِّمِ فِي كَلَامِهِ بِصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ بِأَنْ تَتَحَلَّى بِمَا يُمْكِنُ التَّحَلِّي بِهِ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى، وَقِيلَ: هُوَ عَلَى حَدِّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ .
[ ص: 157 ] nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205تَضَرُّعًا وَخِيفَةً حَسْبَ اخْتِلَافِ الْمَقَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205وَدُونَ الْجَهْرِ أَيْ: دُونَ أَنْ يَظْهَرَ ذَلِكَ مِنْكَ بَلْ يَكُونُ ذَاكِرًا بِهِ لَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205بِالْغُدُوِّ أَيْ وَقْتِ ظُهُورِ نُورِ الرُّوحِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205وَالآصَالِ أَيْ: وَقْتِ غَلَبَاتِ صِفَاتِ النَّفْسِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205وَلا تَكُنْ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205مِنَ الْغَافِلِينَ عَنْ شُهُودِ الْوَحْدَةِ الذَّاتِيَّةِ، وَقَالَ بَعْضُ الْأَكَابِرِ: إِنَّ قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً إِشَارَةٌ إِلَى أَعْلَى الْمَرَاتِبِ وَهُوَ حِصَّةُ الْوَاصِلِينَ الْمُشَاهِدِينَ، وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205وَدُونَ الْجَهْرِ إِشَارَةٌ إِلَى الْمَرْتَبَةِ الْوُسْطَى وَهِيَ نَصِيبُ السَّائِرِينَ إِلَى مَقَامِ الْمُشَاهَدَةِ، وَقَوْلُهُ جَلَّ شَأْنُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ إِيمَاءً إِلَى مَرْتَبَةِ النَّازِلِينَ مِنَ السَّالِكِينَ، وَفِي ذِكْرِ الْخَوْفِ إِشْعَارٌ بِاسْتِشْعَارِ هَيْبَةِ الْجَلَالِ كَمَا قَالَ:
أَشْتَاقُهُ فَإِذَا بَدَا أَطْرَقْتُ مِنْ إِجْلَالِهِ لَا خِيفَةً بَلْ هَيْبَةً
وَصِيَانَةً لِجَمَالِهِ
وَذَكَرُوا أَنَّ حَالَ الْمُبْتَدِي وَالسَّالِكِ مَنُوطَةٌ بِرَأْيِ الشَّيْخِ؛ فَإِنَّهُ الطَّبِيبُ لِأَمْرَاضِ الْقُلُوبِ، فَهُوَ أَعْرَفُ بِالْعِلَاجِ، فَقَدْ يَرَى لَهُ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ عِلَاجًا حَيْثُ تَوَقُّفُ قَطْعِ الْخَوَاطِرِ وَحَدِيثِ النَّفْسِ عَلَيْهِ، وَفِي عَوَارِفِ الْمَعَارِفِ
لِلسُّهْرَوَرْدِيِّ قُدِّسَ سِرُّهُ: لَا يَزَالُ الْعَبْدُ يُرَدِّدُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ عَلَى لِسَانِهِ مَعَ مُوَاطَأَةِ الْقَلْبِ حَتَّى تَصِيرَ مُتَأَصِّلَةً فِيهِ مُزِيلَةً لِحَدِيثِ النَّفْسِ وَيَنُوبُ مَعْنَاهَا فِي الْقَلْبِ عَنْهُ، فَإِذَا اسْتَوْلَتِ الْكَلِمَةُ وَسَهُلَتْ عَلَى اللِّسَانِ تَشَرَّبَهَا الْقَلْبُ وَيَصِيرُ الذِّكْرُ حِينَئِذٍ ذِكْرَ الذَّاتِ، وَهَذَا الذِّكْرُ هُوَ الْمُشَاهَدَةُ وَالْمُكَاشَفَةُ وَالْمُعَايَنَةُ، وَذَاكَ هُوَ الْمَقْصِدُ الْأَقْصَى مِنَ الْخَلْوَةِ، وَقَدْ يَحْصُلُ مَا ذُكِرَ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ أَيْضًا إِذَا أَكْثَرَ التِّلَاوَةَ وَاجْتَهَدَ فِي مُوَاطَأَةِ الْقَلْبِ مَعَ اللِّسَانِ حَتَّى تَجْرِيَ التِّلَاوَةُ عَلَى اللِّسَانِ وَتَقُومَ مَقَامَ حَدِيثِ النَّفْسِ فَيَدْخُلُ عَلَى الْعَبْدِ سُهُولَةٌ فِي التِّلَاوَةِ وَالصَّلَاةِ اهـ.
وَنُقِلَ عَنْهُ أَيْضًا مَا حَاصِلُهُ أَنَّ بِنْيَةَ الْعَبْدِ تَحْكِي مَدِينَةً جَامِعَةً، وَأَعْضَاؤُهُ وَجَوَارِحُهُ بِمَثَابَةِ سُكَّانِ الْمَدِينَةِ، وَالْعَبْدُ فِي إِقْبَالِهِ عَلَى الذِّكْرِ كَمُؤَذِّنٍ صَعِدَ مَنَارَةً عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ يَقْصِدُ إِسْمَاعَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الْأَذَانَ، فَالذَّاكِرُ الْمُحَقِّقُ يَقْصِدُ إِيقَاظَ قَلْبِهِ وَإِنْبَاءَ أَجْزَائِهِ وَأَبْعَاضِهِ بِذِكْرِ لِسَانِهِ فَهُوَ يَقُولُ بِبَعْضِهِ وَيَسْمَعُ بِكُلِّهِ إِلَى أَنْ تَنْتَقِلَ الْكَلِمَةُ مِنَ اللِّسَانِ إِلَى الْقَلْبِ فَيَتَنَوَّرُ بِهَا وَيَظْفَرُ بِجَدْوَى الْأَحْوَالِ ثُمَّ يَنْعَكِسُ نُورُ الْقَلْبِ عَلَى الْقَالَبِ فَيَتَزَيَّنُ بِمَحَاسِنِ الْأَعْمَالِ اهـ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=206إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ وَهُمُ الْفَانُونَ الْبَاقُونَ بِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَرْبَابُ الِاسْتِقَامَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=206لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ لِعَدَمِ احْتِجَابِهِمْ بِالْأَنَانِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=206وَيُسَبِّحُونَهُ بِنَفْيِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=206وَلَهُ يَسْجُدُونَ بِالْفِنَاءِ التَّامِّ وَطَمْسِ الْبَقِيَّةِ، وَاللَّهُ تَعَالَى هُوَ الْبَاقِي لَيْسَ فِي الْوُجُودِ سِوَاهُ.