nindex.php?page=treesubj&link=19573_19797_19863_31895_34141_28983nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90قالوا أإنك لأنت يوسف استفهام تقرير ولذلك أكد بإن واللام لأن التأكيد يقتضي التحقق المنافي للاستفهام الحقيقي ولعلهم قالوه استغرابا وتعجبا وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة وابن محيصن ( إنك ) بغير همزة استفهام قال في البحر : والظاهر أنها مرادة ويبعد حمله على الخبر المحض وقد قاله بعضهم لتعارض الاستفهام والخبر إن اتحد القائلون وهو الظاهر فإن قدر أن بعضا استفهم وبعضا أخبر ونسب كل إلى المجموع أمكن وهو مع ذلك بعيد و ( أنت ) في القراءتين مبتدأ و ( يوسف ) خبره والجملة في موضع الرفع خبر ( إن ) ولا يجوز أن يكون أنت تأكيدا للضمير الذي هو اسم إن لحيلولة اللام وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي أإنك أو أنت يوسف وخرج ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني في كتاب المحتسب على حذف خبر إن وقدره أإنك لغير
يوسف أو أنت
يوسف وكذا
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري إلا أنه قدره أإنك
يوسف أو أنت
يوسف ثم قال : وهذا كلام متعجب مستغرب لما يسمع فهو يكرر الاستيثاق قال في الكشف : وما قدره أولى لقلة الإضمار وقوة الدلالة على المحذوف وإن كان الأول أجرى على قانون الاستفهام ولعل الأنسب أن يقدر أإنك أنت أو أنت
يوسف تجهيلا لنفسه أن يكون مخاطبة
يوسف أي أإنك المعروف عزيز
مصر أو أنت
يوسف استبعدوا أن يكون العزيز
يوسف أو
يوسف عزيزا وفيه قلة الإضمار أيضا مع تغاير المعطوف والمعطوف عليه وقوة الدلالة على المحذوف والجري على قانون الاستفهام مع زيادة الفائدة من إيهام البعد بين الحالتين .
فإن قيل : ذاك أوفق للمشهور لقوة الدلالة على أنه هو يجاب بأنه يكفي في الدلالة على الأوجه كلها أن الاستفهام غير جار على الحقيقة على أن عدم التنافي بين كونه مخاطبهم المعروف وكونه
يوسف شديد الدلالة أيضا مع زيادة إفادة ذكر موجب استبعادهم وهو كلام يلوح عليه مخايل التحقيق واختلفوا في
[ ص: 49 ] تعيين سبب معرفتهم إياه عليه السلام فقيل : عرفوه بروائه وشمائله وكان قد أدناهم إليه ولم يدنهم من قبل وقيل : كان يكلمهم من وراء حجاب فلما أراد التعرف إليهم رفعه فعرفوه وقيل : تبسم فعرفوه بثناياه وكانت كاللؤلؤ المنظوم وكان يضيء ما حواليه من نور تبسمه وقيل : إنه عليه السلام رفع التاج عن رأسه فنظروا إلى علامة بقرنه كان
ليعقوب وإسحاق وسارة مثلها تشبه الشامة البيضاء فعرفوه بذلك وينضم إلى كل ذلك علمهم أن ما خاطبهم به لا يصدر مثله إلا عن حنيف مسلم من سنخ
إبراهيم لا عن بعض أعزاء
مصر وزعم بعضهم أنهم إنما قالوا ذلك على التوهم ولم يعرفوه حتى أخبر عن نفسه
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90قال أنا يوسف والمعول عليه ما تقدم وهذا جواب عن مساءلتهم وزاد عليه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90وهذا أخي أي من أبوي مبالغة في تعريف نفسه قال بعض المدققين : إنهم سألوه متعجبين عن كونه
يوسف محققين لذلك مخيلين لشدة التعجب أنه ليس إياه فأجابهم بما يحقق ذلك مؤكدا ولهذا لم يقل عليه السلام : بلى أو أنا هو فأعاد صريح الاسم
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90وهذا أخي بمنزلة أنا
يوسف لا شبهة فيه على أن فيه ما يبنيه عليه من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90قد من الله علينا وجوز
الطيبي أن يكون ذلك جاريا على الأسلوب الحكيم كأنهم لما سألوه متعجبين أنت
يوسف أجاب لا تسألوا عن ذلك فإنه ظاهر ولكن اسألوا ما فعل الله تعالى بك من الامتنان والإعزاز وكذلك بأخي وليس من ذلك في شيء كما لا يخفى وفي إرشاد العقل السليم أن في زيادة الجواب مبالغة وتفخيما لشأن الأخ وتكملة لما أفاده قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=89هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه حسبما يفيده
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90قد من .. إلخ فكأنه قال : هل علمتم ما فعلتم بنا من التفريق والإذلال فأنا
يوسف وهذا أخي قد من الله تعالى علينا بالخلاص عما ابتليناه والاجتماع بعد الفرقة والعزة بعد الذلة والأنس بعد الوحشة ولا يبعد أن يكون فيه إشارة إلى الجواب عن طلبهم لرد
بنيامين بأنه أخي لا أخوكم فلا وجه لطلبكم . انتهى . وفيه ما فيه وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90قد من .. إلخ عند
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبي البقاء مستأنفة وقيل : حال من
يوسف و
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90أخي وتعقب بأن فيه بعدا لعدم العامل في الحال حينئذ ولا يصح أن يكون هذا لأنه إشارة إلى واحد و
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90علينا راجع إليهما جميعا
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90إنه أي الشأن
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90من يتق أي يفعل التقوى في جميع أحواله أو يق نفسه عما يوجب سخط الله تعالى وعذابه
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90ويصبر على البلايا والمحن أو على مشقة الطاعات أو عن المعاصي التي لا تستلذها النفس
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90فإن الله لا يضيع أجر المحسنين . (90) . أي أجرهم وإنما وضع المظهر موضع المضمر تنبيها على أن المنعوتين بالتقوى والصبر موصوفون بالإحسان والجملة في موضع العلة للمن واختار
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان عدم التخصيص في التقوى والصبر وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد المراد من يتق في ترك المعصية ويصبر في السجن
nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي من يتق الزنا ويصبر على العزوبة وقيل : من يتق المعاصي ويصبر على أذى الناس وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : المراد من يخف الله تعالى ويصبر عن المعاصي وعلى الطاعات وتعقبه صاحب الفرائد بأن فيه حمل من يتق على المجاز ولا مانع من الحمل على الحقيقة والعدول عن ذلك إلى المجاز من غير ضرورة غير جائز فالوجه أن يقال : من يتق من يحترز عن ترك ما أمر به وارتكاب ما نهي عنه ويصبر في
[ ص: 50 ] المكاره وذلك باختياره وهذا بغير اختياره فهو محسن وذكر الصبر بعد التقوى من ذكر الخاص بعد العام ويجوز أن يكون ذلك لإرادة الثبات على التقوى كأنه قيل : من يتق ويثبت على التقوى . انتهى .
والوجه الأول ميل لما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان وتعقب ذلك
الطيبي بأن هذه الجملة تعليل لما تقدم وتعريض بإخوته بأنهم لم يخافوا عقابه تعالى ولم يصبروا على طاعته عز وجل وطاعة أبيهم وعن المعصية إذ فعلوا ما فعلوا فيكون المراد بالاتقاء الخوف وبالصبر الصبر على الطاعة وعن المعصية ورد بأن التعريض حاصل في التفسير الآخر فكأنه فسره به لئلا يتكرر مع الصبر وفيه نظر وقرأ
قنبل ( من يتقي ) بإثبات الياء فقيل : هو مجزوم بحذف الياء التي هي لام الكلمة وهذه ياء إشباع وقيل : جزمه بحذف الحركة المقدرة وقد حكموا ذلك لغة وقيل : هو مرفوع و ( من ) موصول وعطف المجزوم عليه على التوهم كأنه توهم أن ( من ) شرطية و
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=24يتقي مجزوم وقيل : إن ( يصبر ) مرفوع كيتقي إلا أنه سكنت الراء لتوالي الحركات وإن كان ذلك في كلمتين كما سكنت في ( يأمركم ) و ( يشعركم ) ونحوهما أو للوقف وأجري الوصل مجرى الوقف والأحسن من هذه الأقوال كما في البحر أن يكون يتقي مجزوما على لغة وإن كانت قليلة وقول
أبي علي : إنه لا يحمل على ذلك لأنه إنما يجيء في الشعر لا يلتفت إليه لأن غيره من رؤساء النحويين حكوه لغة نظما ونثرا
nindex.php?page=treesubj&link=19573_19797_19863_31895_34141_28983nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90قَالُوا أَإِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ اسْتِفْهَامُ تَقْرِيرٍ وَلِذَلِكَ أُكِّدَ بِإِنَّ وَاللَّامِ لِأَنَّ التَّأْكِيدَ يَقْتَضِي التَّحَقُّقَ الْمُنَافِيَ لِلِاسْتِفْهَامِ الْحَقِيقِيِّ وَلَعَلَّهُمْ قَالُوهُ اسْتِغْرَابًا وَتَعَجُّبًا وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ ( إِنَّكَ ) بِغَيْرِ هَمْزَةِ اسْتِفْهَامٍ قَالَ فِي الْبَحْرِ : وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا مُرَادَةٌ وَيَبْعُدُ حَمْلُهُ عَلَى الْخَبَرِ الْمَحْضِ وَقَدْ قَالَهُ بَعْضُهُمْ لِتَعَارُضِ الِاسْتِفْهَامِ وَالْخَبَرِ إِنِ اتَّحَدَ الْقَائِلُونَ وَهُوَ الظَّاهِرُ فَإِنْ قُدِّرَ أَنَّ بَعْضًا اسْتَفْهَمَ وَبَعْضًا أَخْبَرَ وَنُسِبَ كُلٌّ إِلَى الْمَجْمُوعِ أَمْكَنَ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ بِعِيدٌ وَ ( أَنْتَ ) فِي الْقِرَاءَتَيْنِ مُبْتَدَأٌ وَ ( يُوسُفُ ) خَبَرُهُ وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ الرَّفْعِ خَبَرُ ( إِنَّ ) وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَنْتَ تَأْكِيدًا لِلضَّمِيرِ الَّذِي هُوَ اسْمُ إِنَّ لِحَيْلُولَةِ اللَّامِ وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيٌّ أَإِنَّكَ أَوْ أَنْتَ يُوسُفُ وَخَرَّجَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنُ جِنِّيٍّ فِي كِتَابِ الْمُحْتَسِبِ عَلَى حَذْفِ خَبَرِ إِنَّ وَقَدَّرَهُ أَإِنَّكَ لَغَيْرُ
يُوسُفَ أَوْ أَنْتَ
يُوسُفُ وَكَذَا
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ إِلَّا أَنَّهُ قَدَّرَهُ أَإِنَّكَ
يُوسُفُ أَوْ أَنْتَ
يُوسُفُ ثُمَّ قَالَ : وَهَذَا كَلَامٌ مُتَعَجَّبٌ مُسْتَغْرَبٌ لِمَا يُسْمَعُ فَهُوَ يُكَرِّرُ الِاسْتِيثَاقَ قَالَ فِي الْكَشْفِ : وَمَا قَدَّرَهُ أَوْلَى لِقِلَّةِ الْإِضْمَارِ وَقُوَّةِ الدَّلَالَةِ عَلَى الْمَحْذُوفِ وَإِنْ كَانَ الْأَوَّلُ أَجْرَى عَلَى قَانُونِ الِاسْتِفْهَامِ وَلَعَلَّ الْأَنْسَبَ أَنْ يُقَدَّرَ أَإِنَّكَ أَنْتَ أَوْ أَنْتَ
يُوسُفُ تَجْهِيلًا لِنَفْسِهِ أَنْ يَكُونَ مُخَاطَبَةُ
يُوسُفَ أَيْ أَإِنَّكَ الْمَعْرُوفُ عَزِيزُ
مِصْرَ أَوْ أَنْتَ
يُوسُفُ اسْتَبْعَدُوا أَنْ يَكُونَ الْعَزِيزُ
يُوسُفَ أَوْ
يُوسُفَ عَزِيزًا وَفِيهِ قِلَّةُ الْإِضْمَارِ أَيْضًا مَعَ تَغَايُرِ الْمَعْطُوفِ وَالْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ وَقُوَّةِ الدَّلَالَةِ عَلَى الْمَحْذُوفِ وَالْجَرْيِ عَلَى قَانُونِ الِاسْتِفْهَامِ مَعَ زِيَادَةِ الْفَائِدَةِ مِنْ إِيهَامِ الْبُعْدِ بَيْنَ الْحَالَتَيْنِ .
فَإِنْ قِيلَ : ذَاكَ أَوْفَقُ لِلْمَشْهُورِ لِقُوَّةِ الدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّهُ هُوَ يُجَابُ بِأَنَّهُ يَكْفِي فِي الدَّلَالَةِ عَلَى الْأَوْجُهِ كُلِّهَا أَنَّ الِاسْتِفْهَامَ غَيْرُ جَارٍ عَلَى الْحَقِيقَةِ عَلَى أَنَّ عَدَمَ التَّنَافِي بَيْنَ كَوْنِهِ مُخَاطِبَهُمُ الْمَعْرُوفَ وَكَوْنِهِ
يُوسُفَ شَدِيدُ الدَّلَالَةِ أَيْضًا مَعَ زِيَادَةِ إِفَادَةِ ذِكْرِ مُوجِبِ اسْتِبْعَادِهِمْ وَهُوَ كَلَامٌ يَلُوحُ عَلَيْهِ مَخَايِلُ التَّحْقِيقِ وَاخْتَلَفُوا فِي
[ ص: 49 ] تَعْيِينِ سَبَبِ مَعْرِفَتِهِمُ إِيَّاهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقِيلَ : عَرَفُوهُ بِرِوَائِهِ وَشَمَائِلِهِ وَكَانَ قَدْ أَدْنَاهُمْ إِلَيْهِ وَلَمْ يُدْنِهِمْ مِنْ قَبْلُ وَقِيلَ : كَانَ يُكَلِّمُهُمْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ فَلَمَّا أَرَادَ التَّعَرُّفَ إِلَيْهِمْ رَفَعَهُ فَعَرَفُوهُ وَقِيلَ : تَبَسَّمَ فَعَرَفُوهُ بِثَنَايَاهُ وَكَانَتْ كَاللُّؤْلُؤِ الْمَنْظُومِ وَكَانَ يُضِيءُ مَا حَوَالَيْهِ مِنْ نُورِ تَبَسُّمِهِ وَقِيلَ : إِنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَفَعَ التَّاجَ عَنْ رَأْسِهِ فَنَظَرُوا إِلَى عَلَامَةٍ بِقَرْنِهِ كَانَ
لِيَعْقُوبَ وَإِسْحَاقَ وَسَارَةَ مِثْلُهَا تُشْبِهُ الشَّامَةَ الْبَيْضَاءَ فَعَرَفُوهُ بِذَلِكَ وَيَنْضَمُّ إِلَى كُلِّ ذَلِكَ عِلْمُهُمْ أَنَّ مَا خَاطَبَهُمْ بِهِ لَا يَصْدُرُ مِثْلُهُ إِلَّا عَنْ حَنِيفٍ مُسْلِمٍ مِنْ سِنْخِ
إِبْرَاهِيمَ لَا عَنْ بَعْضِ أَعِزَّاءِ
مِصْرَ وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُمُ إِنَّمَا قَالُوا ذَلِكَ عَلَى التَّوَهُّمِ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ حَتَّى أَخْبَرَ عَنْ نَفْسِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَالْمُعَوَّلُ عَلَيْهِ مَا تَقَدَّمَ وَهَذَا جَوَابٌ عَنْ مُسَاءَلَتِهِمْ وَزَادَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90وَهَذَا أَخِي أَيْ مِنْ أَبَوَيَّ مُبَالَغَةً فِي تَعْرِيفِ نَفْسِهِ قَالَ بَعْضُ الْمُدَقِّقِينَ : إِنَّهُمْ سَأَلُوهُ مُتَعَجِّبِينَ عَنْ كَوْنِهِ
يُوسُفَ مُحَقِّقِينَ لِذَلِكَ مُخَيِّلِينَ لِشِدَّةِ التَّعَجُّبِ أَنَّهُ لَيْسَ إِيَّاهُ فَأَجَابَهُمْ بِمَا يُحَقِّقُ ذَلِكَ مُؤَكِّدًا وَلِهَذَا لَمْ يَقُلْ عَلَيْهِ السَّلَامُ : بَلَى أَوْ أَنَا هُوَ فَأَعَادَ صَرِيحَ الِاسْمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90وَهَذَا أَخِي بِمَنْزِلَةِ أَنَا
يُوسُفُ لَا شُبْهَةَ فِيهِ عَلَى أَنَّ فِيهِ مَا يَبْنِيهِ عَلَيْهِ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَجَوَّزَ
الطَّيِّبِيُّ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ جَارِيًا عَلَى الْأُسْلُوبِ الْحَكِيمِ كَأَنَّهُمْ لَمَّا سَأَلُوهُ مُتَعَجِّبِينَ أَنْتَ
يُوسُفُ أَجَابَ لَا تَسْأَلُوا عَنْ ذَلِكَ فَإِنَّهُ ظَاهِرٌ وَلَكِنِ اسْأَلُوا مَا فَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى بِكَ مِنَ الِامْتِنَانِ وَالْإِعْزَازِ وَكَذَلِكَ بِأَخِي وَلَيْسَ مِنْ ذَلِكَ فِي شَيْءٍ كَمَا لَا يَخْفَى وَفِي إِرْشَادِ الْعَقْلِ السَّلِيمِ أَنَّ فِي زِيَادَةِ الْجَوَابِ مُبَالَغَةً وَتَفْخِيمًا لِشَأْنِ الْأَخِ وَتَكْمِلَةً لِمَا أَفَادَهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=89هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ حَسْبَمَا يُفِيدُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90قَدْ مَنَّ .. إِلَخْ فَكَأَنَّهُ قَالَ : هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِنَا مِنَ التَّفْرِيقِ وَالْإِذْلَالِ فَأَنَا
يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْنَا بِالْخَلَاصِ عَمَّا ابْتُلِينَاهُ وَالِاجْتِمَاعِ بَعْدَ الْفُرْقَةِ وَالْعِزَّةِ بَعْدَ الذِّلَّةِ وَالْأُنْسِ بَعْدَ الْوَحْشَةِ وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى الْجَوَابِ عَنْ طَلَبِهِمْ لَرَدِّ
بِنْيَامِينَ بِأَنَّهُ أَخِي لَا أَخُوكُمْ فَلَا وَجْهَ لِطَلَبِكُمُ . انْتَهَى . وَفِيهِ مَا فِيهِ وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90قَدْ مَنَّ .. إِلَخْ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبِي الْبَقَاءِ مُسْتَأْنَفَةٌ وَقِيلَ : حَالٌ مِنْ
يُوسُفَ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90أَخِي وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ فِيهِ بُعْدًا لِعَدَمِ الْعَامِلِ فِي الْحَالِ حِينَئِذٍ وَلَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ هَذَا لِأَنَّهُ إِشَارَةٌ إِلَى وَاحِدٍ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90عَلَيْنَا رَاجِعٌ إِلَيْهِمَا جَمِيعًا
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90إِنَّهُ أَيِ الشَّأْنُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90مَنْ يَتَّقِ أَيْ يَفْعَلُ التَّقْوَى فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ أَوْ يَقِ نَفْسَهُ عَمَّا يُوجِبُ سُخْطَ اللَّهِ تَعَالَى وَعَذَابَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90وَيَصْبِرْ عَلَى الْبَلَايَا وَالْمِحَنِ أَوْ عَلَى مَشَقَّةِ الطَّاعَاتِ أَوْ عَنِ الْمَعَاصِي الَّتِي لَا تَسْتَلِذُّهَا النَّفْسُ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=90فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ . (90) . أَيْ أَجْرَهُمْ وَإِنَّمَا وُضِعَ الْمُظْهَرِ مَوْضِعَ الْمُضْمَرِ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ الْمَنْعُوتِينَ بِالتَّقْوَى وَالصَّبْرِ مَوْصُوفُونَ بِالْإِحْسَانِ وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ الْعِلَّةِ لِلْمَنِّ وَاخْتَارَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ عَدَمَ التَّخْصِيصِ فِي التَّقْوَى وَالصَّبْرِ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ الْمُرَادُ مَنْ يَتَّقِ فِي تَرْكِ الْمَعْصِيَةِ وَيَصْبِرْ فِي السِّجْنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12354وَالنَّخَعِيُّ مَنْ يَتَّقِ الزِّنَا وَيَصْبِرْ عَلَى الْعُزُوبَةِ وَقِيلَ : مَنْ يَتَّقِ الْمَعَاصِيَ وَيَصْبِرْ عَلَى أَذَى النَّاسِ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : الْمُرَادُ مَنْ يَخَفِ اللَّهَ تَعَالَى وَيَصْبِرْ عَنِ الْمَعَاصِي وَعَلَى الطَّاعَاتِ وَتَعَقَّبَهُ صَاحِبُ الْفَرَائِدِ بِأَنَّ فِيهِ حَمْلَ مَنْ يَتَّقِ عَلَى الْمَجَازِ وَلَا مَانِعَ مِنَ الْحَمْلِ عَلَى الْحَقِيقَةِ وَالْعُدُولُ عَنْ ذَلِكَ إِلَى الْمَجَازِ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ غَيْرُ جَائِزٍ فَالْوَجْهُ أَنْ يُقَالَ : مَنْ يَتَّقِ مَنْ يَحْتَرِزْ عَنْ تَرْكِ مَا أُمِرَ بِهِ وَارْتِكَابِ مَا نُهِيَ عَنْهُ وَيَصْبِرْ فِي
[ ص: 50 ] الْمَكَارِهِ وَذَلِكَ بِاخْتِيَارِهِ وَهَذَا بِغَيْرِ اخْتِيَارِهِ فَهُوَ مُحْسِنٌ وَذِكْرُ الصَّبْرِ بَعْدَ التَّقْوَى مِنْ ذِكْرِ الْخَاصِّ بَعْدَ الْعَامِّ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لِإِرَادَةِ الثَّبَاتِ عَلَى التَّقْوَى كَأَنَّهُ قِيلَ : مَنْ يَتَّقِ وَيَثْبُتْ عَلَى التَّقْوَى . انْتَهَى .
وَالْوَجْهُ الْأَوَّلُ مَيْلٌ لِمَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ وَتَعَقَّبَ ذَلِكَ
الطَّيِّبِيُّ بِأَنَّ هَذِهِ الْجُمْلَةَ تَعْلِيلٌ لِمَا تَقَدَّمَ وَتَعْرِيضٌ بِإِخْوَتِهِ بِأَنَّهُمْ لَمْ يَخَافُوا عِقَابَهُ تَعَالَى وَلَمْ يَصْبِرُوا عَلَى طَاعَتِهِ عَزَّ وَجَلَّ وَطَاعَةِ أَبِيهِمْ وَعَنِ الْمَعْصِيَةِ إِذْ فَعَلُوا مَا فَعَلُوا فَيَكُونُ الْمُرَادُ بِالِاتِّقَاءِ الْخَوْفَ وَبِالصَّبْرِ الصَّبْرَ عَلَى الطَّاعَةِ وَعَنِ الْمَعْصِيَةِ وَرُدَّ بِأَنَّ التَّعْرِيضَ حَاصِلٌ فِي التَّفْسِيرِ الْآخَرِ فَكَأَنَّهُ فَسَّرَهُ بِهِ لِئَلَّا يَتَكَرَّرَ مَعَ الصَّبْرِ وَفِيهِ نَظَرٌ وَقَرَأَ
قُنْبُلٌ ( مَنْ يَتَّقِي ) بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ فَقِيلَ : هُوَ مَجْزُومٌ بِحَذْفِ الْيَاءِ الَّتِي هِيَ لَامُ الْكَلِمَةِ وَهَذِهِ يَاءُ إِشْبَاعٍ وَقِيلَ : جَزْمُهُ بِحَذْفِ الْحَرَكَةِ الْمُقَدَّرَةِ وَقَدْ حَكَمُوا ذَلِكَ لُغَةً وَقِيلَ : هُوَ مَرْفُوعٌ وَ ( مَنْ ) مَوْصُولٌ وَعُطِفَ الْمَجْزُومُ عَلَيْهِ عَلَى التَّوَهُّمِ كَأَنَّهُ تَوَهَّمَ أَنَّ ( مَنْ ) شُرْطِيَّةٌ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=24يَتَّقِي مَجْزُومٌ وَقِيلَ : إِنَّ ( يَصْبِرُ ) مَرْفُوعٌ كَيَتَّقِي إِلَّا أَنَّهُ سُكِّنَتِ الرَّاءُ لِتَوَالِي الْحَرَكَاتِ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ فِي كَلِمَتَيْنِ كَمَا سُكِّنَتْ فِي ( يَأْمُرْكُمْ ) وَ ( يُشْعِرْكُمْ ) وَنَحْوِهِمَا أَوْ لِلْوَقْفِ وَأُجْرِيَ الْوَصْلُ مَجْرَى الْوَقْفِ وَالْأَحْسَنُ مِنْ هَذِهِ الْأَقْوَالِ كَمَا فِي الْبَحْرِ أَنْ يَكُونَ يَتَّقِي مَجْزُومًا عَلَى لُغَةٍ وَإِنْ كَانَتْ قَلِيلَةً وَقَوْلُ
أَبِي عَلِيٍّ : إِنَّهُ لَا يُحْمَلُ عَلَى ذَلِكَ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَجِيءُ فِي الشِّعْرِ لَا يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ لِأَنَّ غَيْرَهُ مِنْ رُؤَسَاءِ النَّحْوِيِّينَ حَكَوْهُ لُغَةً نَظْمًا وَنَثْرًا